الأمن العام ينفذ تمريناً تعبوياً شاملاً لتعزيز الجاهزية والتنسيق في مواجهة الطوارئ على خطى بيكهام.. أول لاعب كرة لا يزال في الملعب يقتحم عالم الاستثمار في الدوري الأمريكي "غولاني".. أشرس ألوية الاحتلال تسقط في "كماشة" مقاومي غزة ولبنان كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025 تتسم بالواقعية وتحفيز النمو "الصناعة والتجارة” تطرح عطاء لشراء قمح وشعير ترشيح العرموطي لرئاسة النواب خدمّ الصفدي - وتحالفات الاحزاب الوسطية سحبت البساط من الاسلاميين العدوان على غزة يدخل يومه 412 والاحتلال يوصل ارتكاب المجازر جلسة تعريفية بالبرنامج الوطني للتشغيل في غرفة تجارة الزرقاء

القسم : بوابة الحقيقة
أسود مثلي.. نحن والأمريكيون السود
نشر بتاريخ : 6/2/2020 7:39:59 PM
د. سامر أبو رمان

تعاملت مع أمريكيين من ذوي البشرة السوداء أو الأفارقة في مرحلة مبكرة من حياتي أثناء الدراسة في مدارس أمريكية منتصف الثمانينات، ودرسنا وقتها الرواية الواقعية المشهورة "أسود مثلي" "Black Like Me"، والتي ترجمت لعشرات اللغات وحولت لفلم سينمائي، وبيعت منها أكثر من 10 ملايين نسخة. 

تسجل الراوية تجربة مؤلفها جون غريفن John Griffin، في نهاية خمسينات القرن الماضي، كرجل أبيض متعلم، قرر القيام بتجربة فريدة ليتعرف بنفسه على المعاناة اليومية للرجل الأسود في بيئة تطفح عنصرية وكراهية، فقام بتغيير لون بشرته الى السواد بما في ذلك من ألم، وقرر أن يتوجه الى مسيسبي معقل العنصرية آنذاك، ويسجل تجربته بطريقة مشوقة برغم معاناتها!

أستمر رابطي مع هذه الفئة بعلاقات أكاديمية وبحثية، بهدف التعرف على آرائهم، في كتابين: "الصراع العربي الإسرائيلي في استطلاعات الرأي الأمريكية" و" كيف ينظرون إلينا: الإسلام والمسلمون في استطلاعات الراي العالمية"، وقد كانت الأرقام باستمرار تشير إلى تعاطف هذه الفئة مع العرب والمسلمين وقضاياهم وعلى رأسها القضية الفلسطينية، رغم أنهم أقل معرفة بالنواحي السياسية من البيض، بما فيها تلك المتعلقة بالشأن العربي.

تركت هذه النتائج أثرها بنفسي، فزادت من تعاطفي مع قضاياهم، والتعامل معهم، ولا أخفي سراً بفرحي بالتعامل مع الموظفين السود، على الرغم من ودية التعامل والاحترام التي يتصف بها الأمريكيون بشكل عام.

يشعر الأمريكيون السود بالظلم والتهميش، فرغم أنهم يشكلون 12.5% من المجتمع، إلا أنهم لا يحظون بتمثيل سياسي أو حصة في الثروة القومية بما يتناسب مع هذه النسبة، وهم الأكثر معاناة من مشاكل الفقر والبطالة.

 يبدو أن تعرض الأمريكيين السود للاضطهاد والتهميش قد كان من أسباب التعاطف مع حقوق الشعب الفلسطيني وكفاحه ضد الكيان الصهيوني، واعتبار نضاله جزءاً من معركة عالمية ضد الإمبريالية ومزاعم تفوق الجنس الأبيض، وهو الأمر الذي فصل فيه كتاب " حركة القوة السوداء وفلسطين: دول اللون العابرة للقوميات"، والذي بحث في العلاقة بين نضال حركة “القوة السوداء” الأمريكية من أجل إقرار الحقوق المدنية للأمريكيين السود ونضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، إضافة إلى إحساس الأمريكيين السود بأنهم "شعب محتل" يعاني من ازدواجية المعايير، تماماً كحال الشعب الفلسطيني!

إن معاناة الأمريكيين السود، المستمرة منذ زمن بعيد، ومواقفهم المتعاطفة مع القضايا العربية، لا تبرر لنا فقط بل وتلزمنا باتخاذ مواقف متعاطفة ومؤيدة لهم ولحقوقهم، وإدانة الحوادث المتكررة للاعتداء على وجودهم وإنسانيتهم، والتي كان أخرها مقتل الأميركي ذي الأصول الأفريقية جورج فلويد على يد رجال شرطة في مدينة مينيابوليس، والذي أشعل موجة احتجاجات في مختلف المدن الأمريكية ما زالت مستمرة حتى كتابة هذه السطور، والتي قد تزيد من سياسات ترامب العنصرية.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023