القسم :
محلي - نافذة على الاردن
نشر بتاريخ :
21/11/2024
توقيت عمان - القدس
9:44:01 AM
ترشيح العرموطي لرئاسة النواب خدمّ الصفدي - وتحالفات الاحزاب الوسطية سحبت البساط من الاسلاميين
الحقيقة
الدولية - عبد الكريم الزعبي
اسدلت الستارة على اولى المواجهات ما بين احزاب الوسطية وحزب جبهة العمل الاسلامي او ما يرغب البعض بتسميتهم " اخوان الاردن
"بفوز عريض متوقع للنائب أحمد الصفدي بأغلبية كبيرة، توحي ضمنا بأن أحزاب
الوسط قررت معاقبة الاسلاميين والسيطرة
ليس فقط على المكتب الدائم لمجلس النواب بل من الممكن أيضا على اللجان.
الصفدي حصل على 98 صوتا من أصل 138 - مقاعد مجلس النواب
ال 20 - فيما وحصل منافسه الوحيد والجريء
المحامي صالح العرموطي وكما افضل ان
اخاطبه بكنيته " ابو عماد " احتراما للقامة الكبيرة على 37 صوتا فقط
فيما لم تحسب إحدى أوراق الاقتراع وتغيب أحد النواب لظرف خاص.
الشاهد في الامر اننا في حالة من التجاذب هنا وهناك قد تزيد
جرعته خلال الأسبوع القادم والاستزاده والاسترسال في إقصاء الإسلاميين عن لجان
التشريع الأساسية في العمل البرلماني.
ترشح " ابو عماد "
لرئاسة المجلس و تصويت 6 نواب فقط من غير المحسوبين على كتلته "جبهة العمل
الإسلامي" طرحت تساؤلات منها : هل ترشيح
النائب العرموطي لرئاسة المجلس قدم خدمة وهدية لتحالف الصفدي ؟ وهل
حصول النائب صالح العرموطي على 37 صوتًا اي يزيادة 6 اصوات عن كتلة الاخوان
- مؤشر سلبي او ايجابي - وكانت الايجابات التالية :
عضو مجلس الاعيان الاسبق القانوني د. طلال الشرفات اجاب على
السؤال الاول وقال : ترشح العرموطي كان
بناءاً على تقديرات خاطئة، ومحاولة صنع مفاجئة كتلك التي حدثت بالإنتخابات
النيابية، واستغلال الحساسية الحزبية بين حزبي ارادة والوطني الاسلامي من جهة والميثاق وتقدم من جهة
اخرى بسبب توزير المومني والبكار،
لكن - يستدرك الشرفات - حساب الحركة الأسلامية غفل عن حقيقة
ان الحسابات السياسية للقوى الحزبية تختلف عن الحسابات الشعبية لان العاطفة وحسابات
الرضا والغضب تكون حاضرة في الاطار الشعبي في حين ان حسابات الصراع السياسي
والحزبي تبرز بوضوح في القرار الحزبي.
فيما رده على سؤال " موقع وكالة الحقيقة الدولية
الاخباري" الثاني : اجاب الشرفات : لا اعتقد ان حصول العرموطي على 37 صوتًا
اي يزيادة 6 اصوات عن كتلة الاخوان مؤشر ايجابي لأن الزيادة التي طرأت على اصوات
العرموطي ناشئة عن حسابات شخصية لهؤلاء مع الصفدي ولا تحمل ابعاداً سياسية في ذلك
التصويت، والدليل عدم اعلان مواقفهم في ذلك الأمر .
البرلماني الاسبق د. هايل ودعان ادعجة اتفق مع الشرفات نسبيا
فيما ذهب الى مزيد من التحليل والتمحيص و
قال : لا شك ان ترشح النائب صالح العرموطي لرئاسة مجلس النواب عن كتلة جبهة العمل
الاسلامي النيابية قد خدم الصفدي ، كمرشح وحيد عن تحالف احزاب تيار الوسط ، بعد ان
كان ينافسه حوالي ٣ نواب من حزب الميثاق الوطني ( الحزب الذي ينتمي له ) ، اضافة
الى بعض نواب احزاب الوسط الاخرى من الذين كانت لديهم الرغبة لخوض المنافسة ايضا .
وقد يكون من الصعب تصور توافقهم على
الانسحاب من المنافسة لصالحه لولا ترشح العرموطي .
من جهة اخرى – والكلام ما زال للبرلماني الدعجة - فان اجواء انتخابات رئاسة المجلس والمكتب
الدائم ، وبالطريقة التي تمت فيها التوافقات بين نواب احزاب تيار الوسط بعد ترشح
النائب العرموطي ، قد ينظر لها من زاويتين ، الاولى والتي يمكن وصفها بالايجابية ،
وتتمثل بالاسهام في ضبط اداء الاحزاب المحسوب معظمها على تيار الوسط عبر الدفع بها
لتشكيل تحالفات وتفاهمات فيما بينها ، ستعزز من قناعة المواطن ( الناخب ) باهمية العمل الحزبي البرامجي المؤسسي ، الكفيل
بالارتفاء باداء مجلس النواب الى مستوى متطلبات منظومة التحديث ومخرجاتها ، مما
يمنح هذه الاحزاب القدرة على التعاطي المسؤول تشريعيا ورقابيا مع الملفات والقضايا
الوطنية ، ويترك انطباعا ايجابيا لدى هذا المواطن عن امتلاكها امكانات وقدرات
ذاتية يمكنها انضاج ادائها النيابي وتفعيله ، والانتقال به الى مستوى الاداء
البرامجي المؤسسي تماهيا مع اهداف منظومة التحديث ، وتكريسا للنهج الديمقراطي
الاصلاحي في الاردن .
اما الزاوية الثانية – بحسب الدعجة - التي قد توصف بالسلبية
، فأساسها نظرة المواطن للكيفية التي يجب ان تكون عليها علاقة مجلس النواب
بالحكومة ، بصورة تقنعه بان النائب يمثله تمثيلا حقيقيا تحت القبة ، وانه يمارس
دوره التشريعي والرقابي كما يجب ، بعيدا عن المصالح والحسابات والاعتبارات الشخصية
التي كانت تؤثر سلبيا بممارسته لهذا الدور الدستوري . وبالتالي فانه قد يرى بان ما
تم من توافق على توزيعة مواقع المكتب الدائم بين احزاب تيار الوسط ، غالبية
عناصرها من خلفيات او ميول رسمية بمثابة اشارة ، تشي بان الامور بالنسبة للحكومة
ستكون سهلة .. وان الطريق سالكة ، إن بالنسبة لموضوع الثقة او مشروع الموازنة او
القوانين والتشريعات وغيرها ، بخلاف رغبة المواطن ، مما قد يعزز من قناعاته بان
اداء مجلس النواب العشرين لن يتغير عن اداء المجالس السابقة .
الدافع من وراء التحالف بين احزاب تيار الوسط ضد مرشح العمل
الاسلامي ، قد يكون الخطأ الذي وقعت به جماعة الاخوان المسلمين بما قيل انه تبني
حادثة البحر الميت في بيان اصدرته حول هذه الواقعة .. والذي اضطرت على اثر ردود
الفعل الشعبية والرسمية الغاضبة الى تعديله ببيان اخر .. ولاننا نعلم تماما مدى
الضغوطات الخارجية .. التي تعرض لها الاردن لمنع نشاطات جماعة الاخوان
المسلمين على ارضه ، الا ان مطبخ القرار
رفض ذلك معتبرا اياها جزءا من النسيج الاردني .
ويعود الدعجة بقولة لو
فاز العرموطي ، كان سيعطي فوزه المجلس
صبغة اخوانية .. ويظهر الامور وكأن المجلس بات تحت سيطرتهم .. في موقف سوف يحرج
الاردن ويضعه تحت الضغوط الخارجية مرة اخرى .. فاذا كان البعض قد فسر فوز الجبهة
في عدد لافت من المقاعد النيابية في انتخابات حرة ونزيهة شهد لها الجميع .. رسالة
سياسية الى الكيان "الاسرائيلي" وبعض الدول العربية والغربية .. فانني
لا اتوقع تكرار نفس الرسالة او التأكيد عليها مرة اخرى عبر الفوز برئاسة المجلس
استاذ العلوم السياسية د. تامر
العناسوة ذهب الى ما هو اكثر من ذلك وقال ابدا اجاباتي على السؤالين كالتالي :
الرسالة قد تفهم وتكون واضحه للمهتمين والمتابعين تاتي في كلمة النائب أحمد الصفدي
عقب الفوز برئاسة المجلس " خطاب الانتصار" وقال “لا توجد أصوات معارضة للدولة تحت القبة،
بل توجد أصوات لأحزاب تعارض سياسة الحكومات،- وهنا يستكمل الصفدي حديثة وهنا زبدة
الحديث " ولن نقبل ولن نسمح بالتشكيك
بمنجزات الوطن".
"
باعتقادي هذا الرساله اوصلت لحزب جبهة العمل الاسلامي رساله
" مفادها "تحالفات الأحزاب الوسطية استطاعت ونجحت بتصغير حجم ودور حزب
جبهة العمل الإسلامي وذلك بعد خسارتهم بفارق شاسع مما سيؤثر على عملهم
وسلوكهم بان يكونوا أكثر وحدية داخل
المجلس وتحدي لخصومهم بسبب هذه النتيجة.- وفق العناسوة
ويضيف نظريا وبلغة الأرقام كان حزب جبهة العمل الإسلامي
يملك التفوق العددي على مستوى المقاعد، لكنه لم ينجح في ترجمة تلك النتائج داخل
اروقة المجلس بعد أن نجحت ست كتل من القوى الوسطية وهي كل من الميثاق، وتقدّم،
وإرادة، والوطني الإسلامي، واتحاد الأحزاب الوسطية، وعزم في تشكيل تحالف واسع تمكن
من سحب البساط منه، واحتكار المناصب القيادية في المجلس النيابي.