بقلم: د. سامر
أبو رمان
كان لتصريحات
الرئيس الفرنسي ماكرون الأخيرة، والتي وصف فيها الإسلام بأنه يعيش في أزمة، ثم
تأكيده، عقب مقتل المدرس الفرنسي على يد مسلم، من أن بلاده لن تتخلى عن الرسومات
المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم وللرموز الإسلامية، أن تسلط الضوء مجدداً وبقوة
على نظرة الفرنسيين الى الإسلام والمسلمين.
واستشهد هنا
بكتابي " كيف ينظرون إلينا؟ ... الاسلام والمسلمون في استطلاعات الرأي
العالمية"، لأعرض بعض مع جاء في استطلاعات آراء الفرنسيين حول الإسلام والمسلمين،
وكيفية استخدام استراتيجية التضخيم والتخويف من المسلمين لاستهدافهم.
على صعيد
العلاقات بين المسلمين والغرب، يرى 6 من 10 فرنسيين أنها سيئة، كما ان الفرنسيين
قد فاقوا نظرائهم من البريطانيين والأمريكيين والإسبانيين والروسين في الاهتمام
بتنامي ظاهرة الأصولية، وبنسبة وصلت الى 89%.
كما أن ثلاثة
أرباع الفرنسيين (74%) يرون أن الإسلام لا يتوافق مع نمط الحياة الفرنسية أو
المجتمع الفرنسي، وأقل من ثلثهم يرون أن المهاجرين المسلمين مندمجون في المجتمع
الفرنسي.
ويبدي
الفرنسيون، وبشكل يفوق غيرهم من الغربيين، رفضاً لرموز الدين الإسلامي، حيث وصلت
نسبة من يعارضون بناء المزيد من المساجد إلى نحو 43% في استطلاع المعهد الفرنسي
للرأي العام إيفوبIfop
في أكتوبر 2012.
لكن الأمر الأهم
والأكثر إثارة للجدل، هو ميل الفرنسيين، كحال الشعوب الغربية الأخرى، إلى تضخيم
عدد ونسبة المسلمين من المجموع العام للسكان وبشكل يفوق الواقع، حيث يقدر
الفرنسيون نسبة المسلمين في فرنسا بـ 31%، على حين أنها في حدود 8%.
وفي دراسة لمركز
PEW، أجريت عام 2017 وشملت 28
من دول الاتحاد الأوروبي إلى جانب النرويج وسويسرا، تم التطرق الى ثلاثة
سيناريوهات محتملة لنمو المسلمين في أوروبا، أولها يقوم على توقع عدد المسلمين في
حالة "الهجرة الصفرية"، والثاني مع معدل الهجرة القانونية في الدول
الأوروبية، والثالث الذي يأخذ في الحسبان التدفق الكبير للمهاجرين غير الشرعيين، والذي
كان في القارة عامي 2014 – 2016.
وفي فرنسا، التي
قدرت بيانات المركز عدد المسلمين فيها عام 2016، بنحو 5.7 مليون نسمة أي 8.8% من
مجمل السكان، قدرت الدراسة حسب التصور الأول أن العدد سينمو خلال 8 سنوات إلى 8.6
مليون شخص.
أما حسب التصور
الثاني سيصل العدد الى 12.6 مليون أي 17.4% من مجمل السكان، وفي حالة التصور
الثالث سيصل العدد الى 13.2 مليون أي 18% من مجمل السكان.
إن التضخيم
المبالغ فيه لعدد ونسبة المسلمين، حمال أوجه، فقد يراه البعض إيجابياً ولا سيما
المسلمون، بينما يراه أخرون سلبياً، وأنه يدخل في باب تضخيم الخصم لتبرير استهدافه
وبقوة مفرطة، وهو ما حدث مؤخراً بالفعل بقيام السلطات الفرنسية، عقب مقتل المدرس
الفرنسي باستهداف بعض الشخصيات والمؤسسات الإسلامية في فرنسا.