وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاثنين 29 -4 – 2024 وزير الخارجية الأميركي يزور السعودية يوم الاثنين فولودين: واشنطن تضحّي بالآخرين للحفاظ على القطب الواحد نائبة مصرية تتهم شركة ألبان عالمية بازدواجية المعايير زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة مجلس الأمن يعبر عن قلقله إزاء هجوم وشيك في شمال دارفور ضبط كمية ضخمة من "الكوكايين" لدى مسافرة أجنبية في مطار القاهرة باريس سان جرمان يحسم لقب الدوري وعينه على ثلاثية تاريخية لأول مرة منذ 2011 .. وزير الخارجية البحريني يزور دمشق البيت الأبيض: الرصيف العائم قبالة غزة سيكون جاهزا خلال أسبوعين أو ثلاثة حماس : "لا قضايا كبيرة" في ملاحظات الحركة على مقترح الهدنة أوكرانيا: الوضع يتدهور والجيش الروسي يحقق "نجاحات تكتيكية" المشاقبة : التجربة الحزبية في المجلس القادم قد تكون ضعيفة لغياب الايدولوجية والبرامجية - فيديو ابو زيد : 4 كتائب لدى المقاومة في غزة لم تشتبك منذ بداية الحرب ستواجه الاحتلال - فيديو إعصار مدمر يضرب الصين ويخلف قتلى وإصابات

القسم : مقالات مختاره
في ذكرى الهجرة النبوية
نشر بتاريخ : 9/21/2017 12:22:08 PM
د. فايز الربيع
د. فايز الربيع 

تطل علينا اليوم ذكرى الهجرة النبوية - في زمن القصعة والغثاء - الذكرى التى نؤرخ بها لهذه الأمة - والتى تربطنا بجذور حضارتنا وتؤصل لهويتنا وقد تعودنا أن نكرر أنفسنا دون أن نلمس اثرا فينا ولَم تكن الهجرة عرضا في تاريخ رسول واحد، لقد تعرض لها كثير من الأنبياء. تعرض لها نوح - لوط - يونس - موسى - عيسى - يوسف - شعيب، وكان من بينهم ابو الانبياء سيدنا ابراهيم عليه السلام وهكذا تعرض لها، خاتم الانبياء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولكي نضع الهجرة التى تعرض لها الأنبياء في مكانها فقد كانت لله، حتى تؤتى ثمارها، وحتى تكون مؤيدة بقوة الخالق عز وجل، ومن هنا قال الرسول صلى الله عليه وسلم لابي بكر (ما ظنك باثنين الله ثالثهما) وقالها الأنبياء من قبل (إنى مهاجر الى ربي..).

وعندما نعود الى هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد أخذ الرسول بأسباب النجاح، كانت روعة التنظيم في الوصول الى الهدف، انسجاما مع الكون المنظم، والإنسان المنظم، والعبادات المنظمة، وان الاتصال بالخالق لا يعنى التخلى عن أسباب النجاح لقد اخرجت القيادة هذا التنظيم في اروع حالاته، بقيت في بؤرة الخطر حتى امنّت رعيتها بحيث يصبح فداء القيادة طوعاً عنوان العلاقة، هؤلاء الذين صبروا على الاذى يحق للقائد أن يحوطهم برعايته، حتى يواصلوا إيصال كلمة الهداية، لتصنع حضارة الأمن والهداية، لا حضارة الخوف والأرهاب في الهجرة نستذكر معانى الحق والقوة والحرية، الحق الذى انتصر رغم العداء والقوة التى كانت سياجاً لهذا الحق، القوة التى استعملت بميزان الحق وفى الاتجاه الصحيح، فأنتجت لنا الحرية حرية الانسان فكرا وسلوكا وتفكيرا، فكلما زادت العبودية لله زادت مساحة الحرية.

في الهجرة نستذكر قضية الزمن فكانت الفترة التى قضاها صلى الله عليه وسلم في المدينة، قبل ان يعود الى مكة ليست قليلة، ولَم يكن يتسلى أو يضيع وقته، كان يعد العدة كي يعود الى المدينة التى اخرج منها وهو درس نطرحه لكل من يريد العودة الى وطنه، هل هي عودة حاكم صاحب وطن، أم عودة محكوم يأتمر مرة أخرى بأمر من أخرجه، وهل يمكن للذئب أن يراعي الغنم.

إن مجمل المهجرين على مستوى العالم هم إما عرب أو مسلمون، يخرجون من ديارهم بالقتل والحرق والتدمير، كرام على مأدبة لئام، اجسادنا هاجرت نساؤنا اطفالنا شيوخنا، دونما رحمة، حتى عقولنا تضطر الى الهجرة، لإنها لا تجد من يقدرها.

نستذكر في الهجرة معنى الوفاء لمن ناصر، بقاءه صلى الله عليه وسلم في المدينة، عودته اليها بعد فتح مكة، تذكيرا لبيعة العقبة ( بل الدم الدم والهدم الهدم) فتصبح المدينة منورّة، بوجوده فيها حياً وميتاً.

في الهجرة وذكراها، نقف وقف وقفة صادقة مع النفس، مساحة التراجع والذل والاضطهاد، مساحة الولاء للعدو ومسايرته، مساحة سلب القرار وتمكين الأجنبي فيه، أمور لا تتناسب مع هذا التاريخ وهذه الذكرى.

كان صلى الله عليه وسلم مؤمنا بالنصر عندما وعد سراقة بسواري كسرى ولكنها لم تكن أماني، إنما كانت أفعال إعداد أمة، وتهيئة نفوس وإرساء قواعد حضارة، ضعفت وهزلت، ولكننا نعتقد أنها لن تموت ولن تتلاشى لإنها مرتبطة بجذر مكتوب له البقاء.

عن الرأي

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023