لإنجاز المهمات وتحقيق الإنجازات متعة
يزيدها العمل الجماعي لذة وسعادة؛ فهناك اعمال ليس بوسع فرد واحد القيام بها مهما
بلغ من القدرة والسلطة والذكاء، فهي تقوم على جهد أصفر الموظفين قبل كبيرهم.
من بين
الأخطاء القاتلة، التي يقع فيها بعض المدراء والقادة، أن يفرحوا بقطف الثمار
لوحدهم، وقد يأتي ذلك في صور مختلفة، منها ألا يذكروا من عمل معهم من أعضاء
الفريق، لذلك، فمن أخلاقيات العمل البحثي والمشاريع التي افخر بها بذكر اسماء من
عملوا معنا حتى من قاموا بجمع البيانات في بعض الدراسات الميدانية.
قد يقع بعض المدراء والموظفين في الادارات الوسطى
بأخطاء خلال إرسال منتجات أو مخرجات للإدارة العليا، بالتغافل عن ذكر من قام
بإنجازها ولو بشكل موجز يناسب طبيعة تلك الإدارة ونمط المؤسسة.
تعجبني بعض الإدارات العليا التي تتصف بالذكاء
والحصافة حين ترد بالشكر، على ذلك المدير الذي يريد أن يفرح بالنجاح وحده سواء
بسوء نية أو حسنها، ليس له بصفته الشخصية، ولكن له ولفريق العمل معه، لمعرفة تلك
الإدارات بأن العمل المنجز ليس من فعله لوحده أو جهده الفردي، بل هو نتاج الجهد
الجماعي لفريق العمل.
بعض
المدراء أو الموظفين قد يستخدمون أسلوباً أكثر لؤماً في تغييب مجهود الأخرين ولا
سيما في المهام ، وأذكر هنا، أن أحد المدراء، ممن كان يعمل معه عدد من المهندسين
الذين يقومون بتنظيف البيانات وتشذيبها، يقوم بسؤالهم في كل صغيرة وكبيرة، لكنه
كان في مراسلاته مع إدارته العليا، يقوم بإرسال البريد الإلكتروني دون أدنى ذكر
لما قام به أولئك المهندسون من عمل، وكأنه هو من قام بها بمفرده، ولاحقاً، ترك أحد
هؤلاء المهندسين المغيبين المكان، فتراكمت المهمات، وتعقد العمل، وبات من الصعب التعامل
مع البيانات مثل السابق، وكُشف من هو فعلاً الرقم الصعب بمثل هذه المشاريع في
الشركة ومن كان يقطف ثمار النجاح وحده!