الملك يلتقي في بروكسل أمين عام الناتو ووزراء خارجية الدول الأعضاء فيه نصراوين تعليقا على فصل الجراح : يجب تأييد قرار الفصل بقرار قضائي قطعي من المحكمة الإدارية مصدر رسمي : (حمزة الطوباسي) مرشح الشباب هو من يخلف الجراح إذا قرار الفصل اصبح قطعيا رئيس كوريا الجنوبية يعلن الأحكام العرفية.. والجيش يرفع حالة التأهب أسرة جامعة جرش تنعى عميد كلية تكنولوجيا المعلومات النائب الجراح: قرار فصلي من الحزب مفاجئ وسأطعن به أمام المحكمة الحزبية.. فيديو الصفدي يبحث مع وزير الخارجية التركي والمبعوث الأممي تطورات الأوضاع في سوريا والعدوان على غزة رئيس هيئة الأركان المشتركة يزور واجهتي المنطقتين العسكريتين الشمالية والشرقية وزيرة التنمية ترعى افتتاح أعمال الندوة الإقليمية حول حماية المرأة من العنف الإقتصادي نائب امين عام حزب العمال لـ"الحقيقة الدولية": "الاحتيال" احد أسباب فصل النائب الجراح مدير عام الغذاء والدواء يطلع خلال جولة ميدانية على مشروع بيض المائدة الذكي "خارجية الأعيان" تناقش تطورات الأوضاع في المنطقة النائب فريحات: الحكومة بدأت أعمالها بخطوة إلى الخلف الهيئة الهاشمية للمصابين العسكريين تطلق موقعها الإلكتروني الجديد 70 ألف معاق في قطاع غزة بسبب العدوان

القسم : بوابة الحقيقة
قرية العراقيب: يحدث في فلسطين دون العالمين
نشر بتاريخ : 11/7/2020 11:03:04 AM
د. اسعد عبد الرحمن

بقلم: د. أسعد عبد الرحمن

 

في العام 1951، وبأمر من الحاكم العسكري الإسرائيلي أخليت قرية "العراقيب" الفلسطينية في النقب بداعي الحاجة لها لإقامة تدريبات عسكرية. وفي عام 1960، أصدرت حكومة الاحتلال قانون "أراضي إسرائيل" الذي يقضي بأن "أراضي إسرائيل التي تقع تحت ملكيّة سلطة التطوير أو الصندوق القومي اليهودي، لا يمكن نقل ملكيّتها بالبيع أو بأي طريقة أخرى"، وبذلك باتت "العراقيب" ضمن أملاك "دولة إسرائيل"!!

 

ومنذ 2010، حين تعرضت "العراقيب" أول مرة للهدم الكامل بالجرافات الإسرائيلية، وشُرد أهلها بحجة "البناء دون ترخيص"، لا يمر شهر إلا ويتكرر فيه خبر إعادة هدم القرية، ولا يزال العداد مستمرا. ومعلوم أن "العراقيب" هي قرية ضمن (45) قرية في النقب لا تعترف بها دولة الاحتلال، بمعنى منع إقامة بنى تحتية فيها، ورفض ربطها بشبكات الكهرباء والمياه، وعدم إقامة عيادات ومدارس وغيرها من مستلزمات الحياة. وفي حزيران/ يونيو 2013، بدأت مرحلة جديدة من الصراع على أراضي النقب، حين أقر الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) "قانون برافر"، الذي حصل على اسمه من (إيهود برافر) وزير التخطيط الإسرائيلي الأسبق الذي كان قد أوصى به، وينص على "مصادرة أراض مساحتها نحو 850 ألف دونم في منطقة النقب جنوبي فلسطين، وهدم أكثر من 30 قرية فلسطينية لإقامة مستوطنات صهيونية، وتهجير السكان العرب الذين يشكلون نحو 30% من سكان النقب، وحصرهم في مساحة مخصصة لا تزيد عن 1% من مساحة المنطقة".

 

وبما أن "القضية الفلسطينية" هي، إسرائيليا، قصة صراع على الأرض، وصراع مع أهلها، بات النقب اليوم يواجه، في ظل حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف، أخطر مخطط ترانسفيري كولونيالي اقتلاعي، عبر إحداث تغييرات جغرافية وديمغرافية تمنع التواصل ليس فقط بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وإنما أيضا بين عرب النقب وتواصلهم الجغرافي مع غزة، ما يهدد الصبغة اليهودية "النقية" المنشودة للدولة الصهيونية. هذا، فضلا عن إن "منطقة النقب" مهمة جدا في المنظور الاستراتيجي الإسرائيلي (مساحتها حوالي 13 مليون دونم أي أكثر بقليل من نصف مساحة فلسطين التاريخية). والمنطقة - من وجهة النظر الإسرائيلية – موقع طبيعي لتطوير الصناعة والسياحة والزراعة، وأيضا استيعاب مئات الآلاف من الغزاة اليهود القادمين من شتى أنحاء العالم.

 

تتجلى المعاناة التي يشهدها النقب في حالة هذه القرية التي أصبحت بمثابة رأس الحربة في مواجهة الهدم المتكرر والمتواصل (178 عملية هدم منذ 2010) لإزالتها عن الوجود، فيما يعيد السكان بناءها بعد كل عملية هدم، لتتكرس رمزا كفاحيا في جميع أماكن وجود الشعب الفلسطيني. ذلك أنه حين يقوم السكان بإعادة بناء القرية باستمرار تتعزز معاني كون الاحتلال يهدم والفلسطينيون يبنون، والاحتلال يدمر الحياة والفلسطينيون يبنون أفقا لها بوصفها حكاية قرية فلسطينية ترفض الموت وتقدم نموذجا لتمسك الفلسطيني بأرضه، وإن في سقوطها نجاح للاحتلال سينسحب على باقي القرى والتجمعات العربية المصنفة ضمن رؤية المحتل "قرى غير معترف بها"!! وأتساءل، مع المتسائلين، وبصوت عال: هل يحدث في أي مكان في العالم مقارفات مثل هذه التي تشهدها فلسطين التاريخية؟!!!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023