هناك فئات كثيرة تثير في النفس مشاعر العطف والمساندة، في ظل جائحة كورونا العالمية، والتي لم يتبق إلا القليل ممن لم يتأثر بها سواء من القطاع الصحي والرسمي أو العاملين في القطاع الخاص وغيرهم، ولكن نزلاء السجون والمعتقلات على امتداد العالم، يثيرون مشاعر خاصة مؤلمة، فهؤلاء كانوا ومازالوا يعانون الحجر الأمَر الأقسى مما فعله بنا وباء كورونا وقد يزداد ألمهم إذا تفشى بينهم الوباء!
تشير بيانات منظمة العفو الدولية إلى أن هناك حوالي 10 ملايين شخص يقبعون في السجون في جميع دول العالم، بمن فيهم سجناء الرأي، والمعتقلون سرياً او تعسفياً أو احتياطياً، ومن الذين تم زجهم في المعتقلات بمحاكمات غير عادلة!
وفضلاً عن حرمان كثير من هؤلاء من التواصل مع عائلاتهم ومحاميهم، أو ايداعهم في الحبس الانفرادي، فهم يعانون من ازدحام السجون، ورداءة التهوية، ونقص الرعاية الصحية، وسوء التغذية، إلى جانب غياب المياه النظيفة والمرافق الصحية في بعض المعتقلات، وتعرض السجناء الى أشكال من التعذيب النفسي والجسدي، علاوة على وجود أعداد منهم من كبار السن، أو ممن يعانون من أمراض مزمنة!
ستكون النتائج كارثية، فيما لو قدر للوباء أن يصل الى هؤلاء، فالظروف التي يعيشونها تجعلهم عرضة أكثر من غيرهم لتفشي الأمراض المعدية بينهم!
أدركت بعض البلدان هذا الخطر، فبادر الأردن الى الافراج عن 1500 سجين، كذلك فعلت إيران التي أطلقت سراح 70 ألفاً! في حين طالبت منظمات حقوقية عالمية، مثل منظمة العفو الدولية، بعض الدول مثل مصر التي تجاوز عدد المعتقلين فيها 50 ألفاً، وروسيا التي يتجاوز عدد السجناء فيها نصف مليون، بالإفراج عن جميع المعتقلين دون أسباب قانونية، وتطبيق الفحوصات والإجراءات الطبية اللازمة في السجون، للتأكد من سلامة السجناء، وتقديم الرعاية اللازمة لهم ومتابعة أوضاعهم الصحية!
مع ظاهرة التفاف الناس حول العلم، ومساندة أغلبية كبرى لسلطاتهم الرسمية في معركتها لمكافحة وباء كورونا بمن فيهم من المعارضين، فإننا أمام فرصة ذهبية للحكومات، لأن تفتح صفحة جديدة، وتنشئ علاقة ودية؛ فتفتح الأبواب المؤصدة وتفرج عن جميع المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي، الذين ينتظرهم ذووهم ومجتمعهم!