مهما
حاولنا أن نتحدث عن الإنسانية وحقوق الإنسان والعدالة والديموقراطية وحق تقرير
المصير ، ومهما دونا من مواثيق في ذلك، فإن التاريخ والواقع يبخر كل ذلك. فالتاريخ
البشري كله صراع منذ أن قتل قابيل أخاه ، ولما كثر الناس كثرت المشكلات، ففي العصر
القبلي كان الغزو وقطع الطريق، ولما قامت الدول صار الناس أمام مجتمع الغابة حيث
يأكل الكبير الصغير، ويفتك القوي بالضعيف. هذه هي الحياة وهؤلاء هم البشر وسيستمر
الأمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وعندها يتم الإعلان.
"
لا ظلم اليوم " ومن يقرأ التاريخ الحديث يجد هيمنة
الدول الكبرى على الصغرى، والصراع بين الكبار على مناطق النفوذ. وصنع البشر حربين
عالميتين وقتلوا عشرات الملايين.
غالبية
الدول الغربية هي دول استعمارية عنصرية استغلالية، ميزوا على أساس اللون، وميزوا
على أساس العرق والدين والانتماء. تعاملوا مع دول وأنظمة وقادة بطريقة الوظيفة فإن
انتهت المهمة انتهت الدولة أو من يقودها حيث أن السياسة لا علاقة لها بالحب
والعواطف والغزل بل المصلحة والمصلحة فقط، وقد رأينا كيف تخلى الغرب عن حبايب لهم
فلما انتهى الدور قلبوا الصفحة وتعاملوا مع محبوب جديد ليؤدي وظيفة جديدة ثم يتم
التخلي عنه.
لا
يزال الغرب ينظر لنا أننا مركز حضارة الإسلام وأن السياسة تجاهنا هي عدم السماح
لحضارتنا بالعودة ، ولهذا راحوا ينصبون من يؤدي هذه المهمة حتى لو سفك الدم وقتل
الملايين ونشر العاهات والبلايا ونهب ما نهب. نظروا الى منطقتنا بأنها ذات موارد
وخيرات وموقع فتعاملوا معنا بغرس فئة حاقدة " يهود " ليكونوا في قلب
العالم الإسلامي وليشغلوننا أطول مدة ممكنة . اغرقوا مجتمعاتنا بالاستهلاك لتبقى
مصانعهم تعمل . زرعوا الخلافات بيننا كي يسودوا.
المعركة
مهم لن تتوقف ففي دمهم القتل كما فعلوا بسكان أمريكا وأستراليا وفيتنام والهند
وأفريقيا وغيرها.
ليس
مهما" أن نعرف عداوتهم بل المهم أن نعرف ما هو المطلوب منا ؟ ومن منا يعي
ويدرك ويعمل كي نكون مستقلين لا يستعبدنا الغرب ولا يتمرجل علينا الاحتلال.