اليونيسف: أجساد الأطفال الممزقة شهادة على وحشية الاحتلال نداء أممي لجمع 2.8 مليار دولار لمساعدة الفلسطينيين الصحة العالمية تجدد نداءها لوقف إطلاق النار في غزة وإعادة بناء المستشفيات الميثاق الوطني يشيد بالجهود الأردنية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة الأمم المتحدة: تأجيل مؤتمر المصالحة الليبية المقرر نهاية نيسان القوات المسلحة: نعمل على حماية حدود الوطن والحفاظ على أمنه وسلامة المواطنين عسكريون : استحالة خروج "إسرائيل" من قطاع غزة - فيديو رئيس الوزراء البريطاني يدعو نتنياهو إلى التحلي بـ"الهدوء" الأردن سيستمر بإرسال مساعدات لغزة عبر جسر الملك حسين آخر زلات بايدن.. أشاد بدولة غير موجودة لدعمها أوكرانيا 8 شهداء في قصف الاحتلال استهدف سيارة للشرطة وسط غزة المغرب يكتسح زامبيا بـ13 هدفا في كأس إفريقيا لكرة الصالات الكشف عن عقوبة رونالدو بعد طرده في كأس السوبر السعودي بريمن يوقف نجمه كيتا حتى نهاية الموسم بسبب رفضه السفر إلى ليفركوزن 900 مليون دولار خسائر "لوفتهانزا" في الربع الأول

القسم : مقالات مختاره
الرجل الشريف الذي خرّب البلد
نشر بتاريخ : 2/22/2022 11:42:06 AM
يوسف غيشان


بقلم: يوسف غيشان

قصة مترجمة للروائي الإيطالي إيتالوكالفينو تقول بما معناه، أنه كانت هناك بلاد كل من فيها اللصوص. وتحت جنح الليل، كان كل ساكن من سكانها يخرج وقد تسلح بعتلة، وتزود بمصباح، يقتحم دار جار له. ولدى عودته عند الفجر، يكون مثقلاً بالغنيمة، كان يجد داره قد تعرضت للاقتحام كذلك.

وهكذا عاش الجميع في تآلف، ولم ينحصر المال بأحد، فكل منهم يسطو على الآخر، وذلك يسطو على من يليه، وهكذا دواليك. وفي هذه البلاد كان العمل مرادفاً للغش، سواء أكنت تبيع أم تشتري. كانت الحكومة منظمة إجرامية شكلت للسرقة من الناس، بينما يمضون كل وقتهم في خداع الحكومة. وعلى هذا النحو واصلت الحياة مسيراتها التي لا يعوقها عائق، لم يكن السكان أغنياء، ولا فقراء.

وذات يوم ظهر رجل شريف. وتحت جنح الليل، وبدلاً من الخروج بكيسه ومصباحه للسرقة، مكث في الدار، وعكف على التدخين وقراءة الروايات. وعندما أقبل اللصوص، شاهدوا الضوء في داره، وهكذا انصرفوا مبتعدين. لم تدم هذه الحال طويلاً، فقد قيل للرجل الشريف إنه أمر لا بأس به بالمرة إن يحيا حياة الدعة، لكنه لا حق له في حرمان الآخرين من العمل، وذلك أنه في كل ليلة يمكثها في بيته تحرم عائلة من قوتها.

لم يستطع الرجل الشريف الدفاع عن نفسه، فشرع بدوره في قضاء الليل خارج داره حتى الفجر، ولكنه لم يستطع إجبار نفسه على السرقة، فهو رجل شريف، ولا مناص له من أن يبقي كذلك.

وفي غضون أقل من أسبوع، وجد الرجل الشريف نفسه بلا نقود ولا غذاء في داره التي تم تجريدها من كل شيء ولكن اللوم وقع عليه وحده، فقد كانت المشكلة تكمن في أنه رجل شريف، الأمر الذي قلب النظام بأسره رأساً على عقب، لقد ترك نفسه يتعرض للسطو دون أن يسطو بالمقابل على أحد. وسرعان ما وجد من لم تتعرض دورهم للسطو من الرجل الشريف أنهم أغنى من الآخرين، وبالتالي لم يعودوا يرغبون في السرقة بعد الآن، بينما أولئك الذين أقبلوا للسطو على دار الرجل الشريف عادوا بوفاض خال، وبالتالي غدوا فقراء.

الآن أدرك الأثرياء أنهم إذا أمضوا لياليهم يمارسون الغنى فقط فإنهم سرعان ما سيصبحون فقراء، وحدثوا أنفسهم قائلين.»لم لا ندفع أجراً لبعض الفقراء مقابل أن يسرقوا لحسابنا؟

أبرمت العقود، وتم الاتفاق على الأجور والنسب المئوية. ولكن النتيجة النهائية كانت أن الأثرياء أصبحوا أكثر ثراء، والفقراء غدوا أشد فقراً.

لمن قد بهمه الأمر: فقد مات الرجل الشريف جوعا.

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023