حلمي الأسمر
نتشبث بالحياة، نصغي لدقات القلب، وسط ضجيج الموت، نحاول قهر الخوف، بعد أنْ حولتنا الأحداث إلى حيوانات سياسية!
هنا محاولة جادة للخروج من حالة «الحيونة» إلى «الأنسنة» بعد أن طحنتنا الأحداث طحنا، رغم أننا نسمع طحنا ولا نرى طحينا!
-1-
عندما تفتقد وطنك وأنت فيه، فأنت مضطر لإقامة وطن فيك، تحمله في قلبك، أينما اتجهت!
أو كمن يبحث عن وطن بحجم حضن! أو حضن بدفء وطن
حبر وعطر، ملآ رأسي، بتوابل الأنوثة، وحنين لحصن كحضن!
الطيور المهاجرة، لا تبحث عن وطنٍ لتسكنه، بل تهرب من وطنٍ لا يسكنها!
حين تفقد وطنًا، فأنتَ بحاجة لامرأة بحجم وطن!
-2-
الحرية، ليست فقط أن تكون حرا في أن تقول ما تريد قوله، بل أن تكون حرا في أن لا تقول ما لا تريد قوله!
-3-
أستخلص من وسط الركام، ورائحة والبارود، وضباب الكراهية، مساحة صغيرة؛ لأصنع كبسولة وأملؤها بأنفاسك،
أضعها على فمي كجهاز التنفس، كلما شارفت على الاختناق!
-4-
هل تعرفون شعور عامل محطة الوقود، الذي يحمل في جيبه آلاف الدنانير، ولا يملك منها غير ما يُسِدُّ رمقه؟ كثيرون منا يملكون أسبابًا كثيرة للسعادة، لكنهم يتعاملون معها كأنَّها ليست في حوزتهم، وليست لهم حتى!
-5-
قبل انتصاف الليل بقليل، يحلو البوح، فالليل كرسي اعتراف، ولكننا في الشرق، حينما تشرق الشمس، ننكر كل ما قلناه، بزعم أنْ اعترافاتنا الليلية أُخِذتْ منا بقوة الحنين ، وتعذيب القهر والكبت!
حينما يطلع النهار، نكتشف أننا بددنا كثيرًا من الوقت، في انتظار غائب يأتي كل يوم!
-6-
إدمان العبودية يشبه إدمان المخدرات، يحتاج الشفاء منه فترة حضانة؛ ليتخلص العبد من ترسبات العبودية في دماغه!
مَنْ تعود على العبودية، والعيش تحت جبروت البطش. لا تحدثه عن الحرية، لأنَّه لا يعرف معناها!
كل نهار يطلع عليك، وأنت لا تتنسم هواء الحرية، هو نهار كاذب، حُلْكته أكثر شِدَّةً من ظلام سراديب العبودية، حتى ولو أضاءته كلُّ شموس الكون!
-7-
قيل: إذا خانك شخص مرّة فهذا ذنبه، أما إذا خانك مرّتين فهذا ذنبك أنت!
-8-
وفي آخر الليل أجمع غبار أسفاري، وأصنع منها أيقونة، أكسرها ورائي.
عن الدستور