بقلم: م. نهاد يوسف العليمي
واني من الذين يقسمون يمينا مغلظا ان اصحاب المشروع السياحي في غابات دبين لا يعرفون ال"قيقب واللزاب" بل وقناعتي انهم لم يسمعوا بها ابدا, لان الذي يعرف ما هو ال"قيقب واللزاب" لا يصنع ما صنعوا أبدا.
ال" قيقب واللزاب" هي شجرة, وفي الحديث عنها وعن فوائدها اخبار كثيرة لكن اهم ما يميز هذه الاشجار انها تعمر طويلا, فعمر بعض هذه الاشجار التي اعلن عن بيعها في المزاد العني هو أكبر بكثير من عمر الشركة و عمر أصحابها.
في الاردن الحبيب لا تعد مكانة الشجرة فقط مكانة اقتصادية بل هي ارث تاريخي تتوارثه العائلة الاردنية, بعض هذه الاشجار يحمل بين حلقات عمره احداثا تجاوز عمرها المئة عام, بعضها شاهد على تأسيس المملكة, و كلها شاهدة على تطور الاردن وعمرانه, " القيقب واللزاب" تحمل في ذاكرتها ضحكات الاطفال وهم يلعبون حولها, وجلسات الكبار وهم يتسامرون تحت ظلها.
ال"قيقب واللزاب" معطاءة لا خصومة لها مع احد, لكن الكثيرين لا يفهمون ان الشجرة كالانسان بل هي افضل واكثر عطاء منه ترد اساءته دائما بالخير والثمر.
اليوم في ذكرى اعلان بيع " القيقب واللزاب " بالمزاد العلني هي الدعوة الى ان نكون يدا واحدة في انقاذ اشجارنا وغاباتنا لنحمي حق الاجيال القادمة في التمتع ببقية صغيرة من الاشجار.
* نائب نقيب المهندسين الزراعيين