حلمي الأسمر
خبر مفرح، فوجئنا به منذ الصباح، الكف تنتصر على المخرز، بعد 41 يوما على إضراب الكرامة انتصر الأسرى الفلسطينيون وعلقوا إضرابهم بعد أن خضعت سلطات الاحتلال وفاوضتهم واستجابت لمطالبهم!
بعضها عاجل والبعض الآخر آجل..
التفاصيل قد لا تكون على مقاس مطالب الأسرى بالضبط، ولكن الصورة في المحصلة هي انتصار للإرادة على العسف والظلم، والكف على مخرزها، رغم الخذلان غير المسبوق الذي منيت به الحركة الأسيرة من النظام العربي الرسمي وغير الرسمي، فبدا أنها تقف وحيدة في وجه السجان، تقاتل بأمعائها الخاوية، وتنتصر!
-2-
جرى تعليق إضراب الأسرى بعد مفاوضات لأكثر من عشرين ساعة وحتى فجر السبت في سجن عسقلان مع قيادة الإضراب ومن بينهم مروان البرغوثي، على أن تعلن تفاصيل الاتفاق لاحقا.
تعليق الإضراب هو عرض تقدمت به إسرائيل للأسرى عصر أمس الجمعة بأن يكون التعليق لمدة 24 ساعة مقابل تلبية مطالبهم. ويدور الحديث عن اتفاق يقضي بإعادة السماح بزيارة ثانية للأسرى خلال الشهر الواحد كما كان متبعا قبل نحو عامين، ولكن بتمويل من السلطة الفلسطينية بعد أن كان يموّلها الصليب الأحمر الدولي، ووعود بدراسة مطالب الأسرى الأخرى بعد تعليق إضرابهم. ومن المعلوم أن سلطات الاحتلال ظلت طيلة الأسابيع الماضية ترفض مفاوضة قائد الإضراب مروان البرغوثي وحاولت فتح مسارات للحوار مع قيادات الأسرى في سجون منفصلة. الأسرى المضربون عن الطعام أعلنوا الجمعة نيتهم صيام شهر رمضان بالتوقف عن شرب الماء والملح حتى أذان المغرب، وهو ما كان سيهدد حياتهم بشكل خطير. صحيفة هآرتس قالت أن الإضراب انتهى بعد مفاوضات بين ممثلي مصلحة السجون الإسرائيلية وبين زعيم الإضراب مروان البرغوثي مع دخول شهر رمضان. وقالت إن الاتفاق جرى على مضاعفة زيارات الأسرى كل شهر بالإضافة إلى مناقشة المطالب الأخرى لتحسين ظروف الاعتقال في السجون الإسرائيلية. وتقول المعلومات إن المحادثات بشأن مطالب الأسرى ستستمر بعد تعليق الإضراب، علما بإن هناك 188 أسيرا ما زالوا يعالجون في المستشفيات الإسرائيلية نتيجة تدهور حاد في أوضاعهم الصحية بسبب إضرابهم عن الطعام. وشارك في الإضراب الذي حمل عنوان « الحرية والكرامة» وبدأ منذ 17 أبريل/نيسان الماضي، نحو 1500 أسير فلسطيني معظمهم من حركة فتح، ونقل المئات منهم إلى عيادات السجون أو إلى مستشفيات مدنية إسرائيلية في الأسبوع الأخير بعد تدهور أوضاعهم الصحية ومن بينهم قادة الإضراب أنفسهم.
-3-
كما يبدو على السطح، فإن مطالب الأسرى تنحصر في تحسين ظروف اعتقالهم وإعادة حقوق حرمتهم منها إدارة مصلحة سجون الاحتلال كانوا حققوها في إضرابات سابقة عن الطعام، ولكن الحقيقة أبعد مما يبدو، كانت معركة إرادات، ورسالة يبعث بها الأسرى من داخل قيودهم، ل «المناضلين» في الخارج، يعلمونهم كيف يكون التعامل مع العدو حتى وأنت لا تملك من أسباب القوة إلا فائض ضعفك، ولا ندري هل ثمة من استلم الرسالة أم لا!
عن الدستور