حلمي الأسمر
قصة الخضار الأردنية ومنع دخولها إلى عدد من دول الخليج العربية، شغلت كل القطاعات في البلد، الذي لا تنقصه الأزمات والمشكلات، وخاض في القضية من خاض، ربما بغير علم، وفي الأثناء، نتذكر أننا نحن في الأردن، نتكلم كثيرا عن مدى ملاءمة خضارنا للصحة، وتنتشر في أوساطنا كثير من الإشاعات والمعلومات الخاطئة، ويندر أن تجد من يتحدث عن هذه القضية عن علم يقيني، ودراية واقعية، لقد جاءت اللحظة التي يجب أن نصارح بها مستهلكنا المحلي، ومن يستهلك خضارنا وفواكهنا في الخارج..
-2-
بين يدي هذه الفوضى العارمة، نتوقف طويلا أمام رأي خبير زراعي، محايد، وقلبه على البلد وأهلها، ولم اره مرة واحدة يتحدث في الإعلام، لينير طريق الناس، إنه الخبير الزراعي الصديق كمال ساري، الذي كتب أخيرا على صفحته في فيسبوك، ما يشفي الغليل، ويميط اللثام عما نجهل!
يقول: أثار كتاب الإمارات وقطر حول الأثر المتبقي للمبيدات الكثير من ردود الأفعال وكثيرا من الفتاوى. سأحاول بإيجاز الإجابة والتوضيح:
أولا :مصطلح الحد الأعلى المسموح بوجود متبقيات في المواد الغذائية يختلف من منطقة لأخرى ولكن اغلب الدول العربية تعتمد الأرقام الأوروبية.وتحديد مستويات للمبيدات في الاردن او الامارات بحاجة الى العديد من الأبحاث والدراسات ونحن غير قادرين عليها، لتوضيح الفكرة أكثر متبقيات المبيدات في البقدونس تختلف بين لبنان والامارات؛ الهندي في الإمارات يأكل تبولة مرة في السنة بينما اللبناني يأكل تبولة يوميا لذلك الحد المسموح بوجود المبيدات في لبنان يختلف عن الإمارات وكذلك الفرق بين من يتناول العنب طازجا او عصيرا او نبيذا...
ثانيا:بعيدا عن التهويل غسل الخضروات بالماء لمدة دقيقة يزيل أكثر من 50% من المبيدات المتداولة هذه الأيام وكذلك العمليات الأخرى من تقشير وطبخ...
ثالثا:لا شك ان هناك جهلا في استخدام المبيدات وربما تكون هذه مناسبة لتوعية المزارعين والمستهلكين حول كيفية استعمال المبيدات و الالتزام بفترات الأمان المطلوبة المذكورة بوضوح على ملصقة المبيدات.
رابعا: التعميم على كافة المزارعين في الأردن خطأ كبير فهناك العديد من المزارعين ملتزمون بأعلى المعايير العالمية حول استخدام المبيدات ويتم تصدير منتجاتهم إلى أوروبا ولم يتم رفض أي إرسالية، كما يوجد نظام للتتبع لكل شحنة وتكون معروفة من اي مزرعة تم تصديرها ويعاقب المزارع ذاته وليس الدولة، وهناك من الخضار التي تم ذكرها في قائمة المنع مثل الفول والزهرة والملفوف استبعد جدا وجود متبقيات للمبيدات فيها لان المزارع يتوقف عن الرش قبل فترة طويلة من القطاف (فالمزارع لا يرش هواية أو المبيدات ببلاش).
خامسا:المبيدات المسجلة في الأردن معتمدة عالميا واي مبيد يمنع تداوله في العالم لأي سبب من الأسباب يتم منعه في الأردن وإلغاء تسجيله.
سادسا: الهرمونات النباتية (منظمات النمو) ليس لها اي ضرر على الإنسان.ولا يوجد هرمون يرش على البطيخ قطعا وإنما اشاعات ابوجهل...!
-3-
شكرا أخي كمال، فلعل في ما قلت كل ما نريد من إيضاح، ولعل أصحاب القرار يستفيدون من خبرتك وعلمك للرد على كل ما قيل، ووضع قطاعنا الزراعي المريض أصلا في فوهة المدفع!