صحيفة عبرية: الجيش و"الموساد" و"الشاباك" توافقوا على تقديم تنازلات بعد الفشل بغزة الاحتلال يخطر بهدم خمسة مساكن شمال غرب أريحا وزارة الداخلية: إحالة ‏عطاء إصدار جوازات السفر الأردنية الإلكترونية الفيصلي والوحدات يلتقيان سحاب ومغير السرحان بكأس الأردن غدا الكهرباء الوطنية تسعى لرفع نسبة توافرية شبكة النقل الى 99.96 % عام 2026 "سي إن إن": التوصل إلى صفقة تبادل قد يستغرق عدة أيام من المفاوضات أمن الدولة تغلظ عقوبة 5 تجار مخدرات وتضعهم بالأشغال المؤقتة لـ20 عاما اعتقال شابة.. اغلاق أبواب الأقصى والبلدة القديمة 3 شهداء بغارة للعدو على منزل جنوب لبنان وزيرة الاستثمار: الأردن يوفر كل التسهيلات اللازمة للاستثمارات العراقية حماية المستهلك تطالب بسقوف سعرية للدجاج الطازج صالون السبت الثقافي يستضيف وزيرة التنمية الاجتماعية رئيسة اللجنة الوزارة لتمكين المرأة مئات الطلبة يتظاهرون تضامنا مع غزة في جامعة "لوزان" في سويسرا الغزيون يترقبون وقف إطلاق النار ويتبنون مطالب المقاومة 46.8 دينارا سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية

القسم : مقالات مختاره
عن المقاومة الناعمة!
نشر بتاريخ : 4/2/2017 3:07:53 PM
حلمي الاسمر

حلمي الأسمر

 يروي الكاتب العبري ب. ميخائيل، في مقالة له في «هآرتس» قبل أيام، هذه الواقعة، فيقول:  في شباط 2011 كنت في زيارة في جنوب افريقيا. وقد وصلت الى هناك مع عدد من المراسلين من ارجاء العالم، حيث تم استدعاؤنا لرؤية مشروع «بي.ام.في» حول الصحة والتعليم والزراعة. وقد كان هذا المشروع مشروعا لافتا، وُجد في الحافلة التي قامت بنقلنا من مكان الى آخر مرشد من جنوب افريقيا، أبيض وهو في الأربعين من عمره. وقد شهد بأم عينه الفصل العنصري وانتهاءه ايضا. أي أنه كان هناك ما يمكننا التحدث عنه. لقد كان المرشد حازما وباردا ومتهكما. وفي الساعات الكثيرة التي قضيناها في الحافلة تحدثنا عن امور كثيرة مثل الاساطير الدينية الكاذبة التي أوجدها الافارقة من اجل تبرير التفوق العرقي على الاولاد السود. نعم، نعم، هكذا بالضبط. وتحدثنا ايضا عن جهاز التعليم في افريقيا الذي كانت له «ادارة هوية افريقية» جندت الله وأقواله من اجل احتياجاتها العنصرية. في تلك اللحظة وجهت السؤال الذي أثار فضولي جدا. سألته: قل لي، ما الذي كسركم؟ ما الذي جعلكم تتراجعون وتنهون الابرتهايد وتؤيدون احزاب فريدريك دي كلارك ونلسون مانديلا وتُحدثون التحول الذي يصعب تصديقه، من نظام قمعي ابيض الى ديمقراطية كاملة؟. وأجاب بلا تردد «المقاطعة هي التي حررتنا».

 هل السبب هو النقص في الوقود والسلاح وعدم وجود الاستثمارات؟ طلبت منه التوضيح.

 «لا»، أجابني، «لم تكن هذه هي المشكلة. فدائما كان هناك اشخاص جيدون قاموا ببيعنا الوقود والسلاح وكل ما نريد»، قال ذلك وهو يعرف من أين جئت(!) «المقاطعة الثانية هي التي حسمت الأمر»، قال. وسألته ماذا كانت المقاطعة الثانية؟ فأجاب: «المقاطعة الثقافية، الرياضية، السياحية، الفنية، الاكاديمية. الدول التي طلبت فجأة عدم منح تأشيرات الدخول، الجامعات التي أغلقت بواباتها بشكل فجائي، القنانون الذين لم يصلوا، المسابقات التي أغلقت في وجه رياضيينا، الالعاب الاولمبية التي تم اخراجنا منها. كل ذلك هو الذي عمل على ليّ ذراعنا... أو فتح أعيننا... وهذا كان متعلقا بمن نتحدث معه. ببساطة مللنا من أن نكون منبوذين. مللنا من أن نكون كلمة نابية دوليا، والناس ملوا من أن يكونوا شياطين العالم. كنا نريد أن نصبح طبيعيين. ودي كلارك ومانديلا اقترحا علينا الطريق ونحن بدورنا وافقنا»..

انتهى حديث الكاتب، وهو حديث أكثر من مهم، خاصة في زمن تراجعت فيه قضية فلسطين، إن لم تكن اختفت فعلا، على الصعيد الرسمي العربي والعقل الجمعي الدولي أيضا، فثمة مباهاة وحديث علني عن «تطبيع» عربي رسمي، وتعاون وثيق وأحلاف عربية عبرية، وتبادل معلومات، تبلغ أحيانا حد تجنيد أجهزة كاملة للعمل في خدمة المشروع الصهيوني، سواء في بلاد العرب أو العجم، ما يعني أن «المقاطعة الأولى» في طريقها لتكون جزءا من الماضي، في حين أن المقاطعة الثانية هي ما حقق انتصار السود، وتهاوي نظام الفصل العنصري الجنوب إفريقي.

لا يكفي أن نمتدح ريما خلف، وتقارير الأسكوا، ونحتفل بانتصارات قد تكون على الورق أكثر منها على الأرض، ثمة ما يمكن فعله من قبلنا نحن كشعب، بعد أن أصبحت المقاومة إرهابا، يحاكم عليها مرتكبها، ولم يبق أمامنا إلا أن نفعل مقاومتنا الناعمة، أو الإنسانية، وهي مقاومة لا يجرؤ أحد على معاقبتنا عليها، فمن حقنا أن نقاطع كيان العدو وكل من لا يقاطعه، بكل السبل السلمية المشروعة، والقانونية جدا، وتلك حكاية يطول الكلام فيها!

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023