يعيش
العالم حاليا حقبة معقدة على كافة الأصعدة مليئة بالتناقضات وازدواجية المعايير،
حتى أصبحنا نرى هناك غباء اصطناعي من قبل العديد من المنظمات والأنظمة الدولية
موازيا لما يسمى بالذكاء الاصطناعي.
ففي العديد
من الدول الغربية يعاقب أي فرد يقتل الحيوانات أو حتى الحشرات بحجة الحفاظ على
التوازن البيئي، بينما تدفع نفس تلك الدول مؤسساتها والميديا العالمية للترويج
للشذوذ والمثلية، أي تدمير الإنسان والحفاظ على الحيوان!
وتأملوا حجم
وكم المؤسسات الدولية سواء كانت سياسية أو رياضية أو اقتصادية أو اجتماعية أو
ثقافية أو حتى عسكرية بعد أن دخل الحلف العسكري الأقوى في العالم حلف شمال الأطلسي
"الناتو" على خط الترويج للشذوذ، والتي تروج للشذوذ تحت مسمى
"المثلية" وترفع رايتهم (القوس قزح) على صفحاتها ومنشأتها، حتى شاهدنا مبنى
الكونجرس الأمريكي يرفع راية المثليين، والرئيس الأمريكي جو بايدن يقول
"الولايات المتحدة هي أمة المثليين"
وبجملة
التلاعب بالألفاظ واختيار مسميات رنانة لتلميع الباطل، فأطلق أحفاد إبليس على شهر
يونيو "شهر الفخر" كي يحتفل به الشواذ في كافة أنحاء العالم كعيد وطني
لهم، بعد أن اعتمد رسميا الرئيس الأمريكي بيل كلينتون سنة 1999م شهر يونيو
للاحتفال والاحتفاء بهؤلاء.
وهنا لا
يفوتنا الانتباه للمسميات التي يختارها أحفاد إبليس لتلميع الباطل، فالشذوذ صار
مثلي، وعلامة (القوس قزح) وعد الله لأبينا نوح بعدم هلاك الأرض مجددا سارت هي
رايتهم، والشهر الذي اختاره هؤلاء للاحتفال بجرمهم أسموه "شهر الفخر".
وتتجلى حجم
الازدواجية لهؤلاء عندما نرى الغرب لا يمانع من حرق الكتب المقدسة، بينما يشن حربا
شرسة لو انتقدت الشذوذ، أو حتى نطقت بكلمة "شذوذ" وليس مثلية، وصاحب
المقال نفسه له تجربة قاسية مع موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" رغم إن
حسابه موثق بالعلامة الزرقاء، إلا أن ذلك لم يمنع إدارة "فيس بوك" من
غلق حسابه، بسبب انتقاد مواقف الغرب مدعي الحرية الكاذبة.
الأمر مثير
للعجب ومخيف جدا في نفس الوقت، فهل أدركتم الأن حجم الكارثة التي يعيشها بنو أدم
ومنهج الحرب التي يتبعها إبليس على البشر، بعد ان تعددت أدواته لتضليل الإنسان بفضل
زيادة منصات التواصل الاجتماعي وسرعة وزيادة قنوات الاتصال بين البشر، والقدرة
الفائقة على توجيه مليارات البشر بفيديو قصير والتأثير فيهم، أو حتى الفتك بهم
بفيروس مسيس عابر للقارات على أجنحة الطيور والحشرات، أو تجويع البشر بشن حروب
عسكرية تحرق أراضي سلات غذاء العالم (أوكرانيا، روسيا، السودان) وما يحدث بهم الأن
لم يكن صدفة، ولنا حينها حديثا اخر.
خلاصة
القول هناك حرب عالمية ثالثة بالفعل دائرة وهي أشد وأشرس من الحربين الأولى
والثانية، ولكن تلك الحرب يخوضها إبليس نفسه على جميع أجناس البشر، ويستهدف فيها
ضرب كل ما هو ثابت سواء معتقد أو دين أو مبدأ أو وطن أو عادات وتقاليد أو حضارات،
بعد أن إستبدل المفاهيم وزيف الحقائق، حتى أصبح الباطل في أعين البشر حق، والحق
لديهم باطل، وكل ذلك الزيف يمر تحت مسمى الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان، وتحت
العديد من المسميات الخادعة، ونتذكر كيف دمرت العديد من دول المنطقة وشردت شعوبها
تحت مسمى ديموقراطية وحرية، ونرى الأن كيف يتم استهداف المقدسات سواء كتب أو أماكن،
وتغيير هويتها لصالح إبليس ودولته وهيكله المزعوم الذي منه يسعى لحكم العالم، ولكن
في حقيقة الأمر ستكون لحظتها هي بداية نهاية العالم.