كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025 تتسم بالواقعية وتحفيز النمو "الصناعة والتجارة” تطرح عطاء لشراء قمح وشعير ترشيح العرموطي لرئاسة النواب خدمّ الصفدي - وتحالفات الاحزاب الوسطية سحبت البساط من الاسلاميين العدوان على غزة يدخل يومه 412 والاحتلال يوصل ارتكاب المجازر جلسة تعريفية بالبرنامج الوطني للتشغيل في غرفة تجارة الزرقاء ناجحون في الامتحان التنافسي - سماء 3 وفيات و8 اصابات بحوادث على طرق خارجية وداخلية 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا شمال غزة

القسم : بوابة الحقيقة
كفانا بكاء على اللبن المسكوب!
نشر بتاريخ : 7/11/2023 11:52:17 AM
م. مدحت الخطيب


 

بقلم: المهندس مدحت الخطيب

 

من المظاهر البارزة والتي أصبحت لا تخفى على أحد من أهل المال والأعمال نزولا  الى  المواطن  البسيط، حالة التدهور السريع في الأوضاع الاقتصادية في المنطقة العربية بشكل العام، وانهيار عملات الكثير منها، ولا سيما تلك التي شهدت حراكَا شعبيًا، سواء في الموجة الأولى أو الثانية، فانهارت عملات مصر والعراق والجزائر ولبنان واليمن والسودان وسوريا وتونس وغيرها من بلادنا العربية حتى وصلت إلى مستويات جديدة ومقلقة لنا جميعا.

 

كان طبيعيًا أن تهتز موارد تلك الدول من النقد الأجنبي، ولا سيما الدول التي شهدت مواجهات عسكرية ولكن الخطر الأكبر الذي أثر على اقتصاديات هذه الدول ، تكون بسبب استباحة مقدراتها ونهب خيراتها، واستمرار ذلك لسنوات  وسنوات، وتغذية الصراع بين مكوناتها السياسية ألمتنافره على الدوام أصلا، فانهار الدينار العراقي المثقل بتبعات الحروب أكثر وأكثر مع العلم ان العراق يمتلك ثالث أكبر احتياطي نفطي في العالم، ويصنف ثانيًا ضمن أكبر احتياطيات الفوسفات في العالم، إذ يقدر الاحتياطي في صحراء العراق الغربية بأكثر من 10 مليارات طن،

 

أما سوريا التي شهدت حربا شرسة استمرت الى يومنا هذا فقط تدهورت عملتها لعشرات المرات خلال السنوات الماضية، رغم انها كانت ذات يوم من اقل الدول مديونية خارجية واكثر دولة عربية من حيث الاكتفاء الذاتي،

 

أما لبنان (سويسرا العرب) والتي كانت تمتلك ثاني احتياطي من الذهب عربيًا وال 20 عالميًا ب 286 طن ذهب ،فقد شهدت عملتها انهيار مستمر خلال العشرين سنة الماضية حتى أصبح التعامل بالليرة اللبنانة شبه مستحيل ولا ننكر أن الانقسامات السياسية المذهبية والاضطرابات المتكرره هي من غذت ذلك وهي من ساهمت في عزوف العرب والعالم عن زيارتها فتراجعت العائدات من السياحة التي شكلت لسنوات خلت العمود الفقري للنقد هناك...

 

وعند الحديث عن السودان وعملتها تحتاج الى ترجمان يفسر لك سر هذا البلد العربي الاصيل فكيف لبلد مثل السودان تمتلك مناجم من الذهب والخيرات الزراعية فهي أكثر أرض عربية خصبة وقابلة للزراعة واكثرها وفرة للمياه واكثرها ثراء بالمعادن والخامات ورغم ذلك تقاسي الأمرّين بسبب الحروب التي لا تنتهي هناك...

 

أما الحديث عن اليمن السعيد بنفطه وغازه وارضه الخصبة فيطول، فحاله حال ما تبقى من اخوانه العرب وما الحديث عن الدينار الليبي والجنيه المصري، إلا  وتدمع العين ..

صدقوني  وانا اتحدث عن (مصر ام الدنيا) بنيلها وسدها العالي وقناة السويس وافضل خامات القطن في العالم وثروتها بشرية (الضخمة) استغرب  كيف لا يكون لها مكان بين العشرين  الكبار  في العالم

 

نعم عانت الدول العربية واقتصادياتها خلال القرن الماضي كثيرًا وما نحن عن ذلك ببعيد، وما خرجت معاناتنا كعرب ألا من رحم أهل الفساد وتجار الاوطان فبلادنا غنية قوية مرزوقة بكرم من الله لولا فسادهم،

 

 اليوم وليس من قبيل التقريع أو البكاء على اللبن المسكوب، علينا ان نتفق أن علاجنا اقتصاديًا متوفر وسهل وهو بين ايدينا، لا ينقصه  الا الإفادة والارادة  والأمانة، وما نعيشه اليوم ما هو الآن ثمن تفريطنا في مشروع التكامل الاقتصادي العربي الذي انطلق في خمسينيات القرن العشرين، ولكنه للأسف لا يزال مجمدًا مقيدًا داخل أروقة مؤسسات العمل العربي المشترك...

 

لقد كان مشروع إيجاد عملة عربية موحدة، واحدًا من أهم مشروعات التكامل الاقتصادي العربي، ولو تحقق، لكان للدول العربية شأن أخر ، على الصعيدين: النقدي والاقتصادي،

 اليوم وقبل فوات الاوان على صناع القرارفي وطننا العربي أن يفهموا أن انهيار الدول لا يأتي ألا من التشرذم والانقسام وأن الصغار  لا مكان لهم بين  الأمم وأننا  كعرب لن تقوم لنا قائمة دون بناء اقتصادنا بشكل علمي ووحدوي ومدروس،

 قيل وبها اختم الثروات لا تصنع اقتصادًا ناجحًا أنما القيادات هي من تفعل ذلك!!

 

[email protected]

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023