مجلس الأمن يعبر عن قلقله إزاء هجوم وشيك في شمال دارفور ضبط كمية ضخمة من "الكوكايين" لدى مسافرة أجنبية في مطار القاهرة باريس سان جرمان يحسم لقب الدوري وعينه على ثلاثية تاريخية لأول مرة منذ 2011 .. وزير الخارجية البحريني يزور دمشق البيت الأبيض: الرصيف العائم قبالة غزة سيكون جاهزا خلال أسبوعين أو ثلاثة حماس : "لا قضايا كبيرة" في ملاحظات الحركة على مقترح الهدنة أوكرانيا: الوضع يتدهور والجيش الروسي يحقق "نجاحات تكتيكية" المشاقبة : التجربة الحزبية في المجلس القادم قد تكون ضعيفة لغياب الايدولوجية والبرامجية - فيديو ابو زيد : 4 كتائب لدى المقاومة في غزة لم تشتبك منذ بداية الحرب ستواجه الاحتلال - فيديو إعصار مدمر يضرب الصين ويخلف قتلى وإصابات الأوقاف: استخدام تأشيرات غير مخصصة للحج إجراء غير قانوني رقمنة 49% من الخدمات الحكومية في ليلة استثنائية.. مانشستر سيتي يقدم هدية ثمينة لغوارديولا "خبث كروي".. دولي سعودي سابق يعلق على أزمة صلاح مع كلوب المستقلة للانتخاب : 30 / تموز المقبل موعدا لبدء استقبال طلبات الترشح

القسم : بوابة الحقيقة
كفانا بكاء على اللبن المسكوب!
نشر بتاريخ : 7/11/2023 11:52:17 AM
م. مدحت الخطيب


 

بقلم: المهندس مدحت الخطيب

 

من المظاهر البارزة والتي أصبحت لا تخفى على أحد من أهل المال والأعمال نزولا  الى  المواطن  البسيط، حالة التدهور السريع في الأوضاع الاقتصادية في المنطقة العربية بشكل العام، وانهيار عملات الكثير منها، ولا سيما تلك التي شهدت حراكَا شعبيًا، سواء في الموجة الأولى أو الثانية، فانهارت عملات مصر والعراق والجزائر ولبنان واليمن والسودان وسوريا وتونس وغيرها من بلادنا العربية حتى وصلت إلى مستويات جديدة ومقلقة لنا جميعا.

 

كان طبيعيًا أن تهتز موارد تلك الدول من النقد الأجنبي، ولا سيما الدول التي شهدت مواجهات عسكرية ولكن الخطر الأكبر الذي أثر على اقتصاديات هذه الدول ، تكون بسبب استباحة مقدراتها ونهب خيراتها، واستمرار ذلك لسنوات  وسنوات، وتغذية الصراع بين مكوناتها السياسية ألمتنافره على الدوام أصلا، فانهار الدينار العراقي المثقل بتبعات الحروب أكثر وأكثر مع العلم ان العراق يمتلك ثالث أكبر احتياطي نفطي في العالم، ويصنف ثانيًا ضمن أكبر احتياطيات الفوسفات في العالم، إذ يقدر الاحتياطي في صحراء العراق الغربية بأكثر من 10 مليارات طن،

 

أما سوريا التي شهدت حربا شرسة استمرت الى يومنا هذا فقط تدهورت عملتها لعشرات المرات خلال السنوات الماضية، رغم انها كانت ذات يوم من اقل الدول مديونية خارجية واكثر دولة عربية من حيث الاكتفاء الذاتي،

 

أما لبنان (سويسرا العرب) والتي كانت تمتلك ثاني احتياطي من الذهب عربيًا وال 20 عالميًا ب 286 طن ذهب ،فقد شهدت عملتها انهيار مستمر خلال العشرين سنة الماضية حتى أصبح التعامل بالليرة اللبنانة شبه مستحيل ولا ننكر أن الانقسامات السياسية المذهبية والاضطرابات المتكرره هي من غذت ذلك وهي من ساهمت في عزوف العرب والعالم عن زيارتها فتراجعت العائدات من السياحة التي شكلت لسنوات خلت العمود الفقري للنقد هناك...

 

وعند الحديث عن السودان وعملتها تحتاج الى ترجمان يفسر لك سر هذا البلد العربي الاصيل فكيف لبلد مثل السودان تمتلك مناجم من الذهب والخيرات الزراعية فهي أكثر أرض عربية خصبة وقابلة للزراعة واكثرها وفرة للمياه واكثرها ثراء بالمعادن والخامات ورغم ذلك تقاسي الأمرّين بسبب الحروب التي لا تنتهي هناك...

 

أما الحديث عن اليمن السعيد بنفطه وغازه وارضه الخصبة فيطول، فحاله حال ما تبقى من اخوانه العرب وما الحديث عن الدينار الليبي والجنيه المصري، إلا  وتدمع العين ..

صدقوني  وانا اتحدث عن (مصر ام الدنيا) بنيلها وسدها العالي وقناة السويس وافضل خامات القطن في العالم وثروتها بشرية (الضخمة) استغرب  كيف لا يكون لها مكان بين العشرين  الكبار  في العالم

 

نعم عانت الدول العربية واقتصادياتها خلال القرن الماضي كثيرًا وما نحن عن ذلك ببعيد، وما خرجت معاناتنا كعرب ألا من رحم أهل الفساد وتجار الاوطان فبلادنا غنية قوية مرزوقة بكرم من الله لولا فسادهم،

 

 اليوم وليس من قبيل التقريع أو البكاء على اللبن المسكوب، علينا ان نتفق أن علاجنا اقتصاديًا متوفر وسهل وهو بين ايدينا، لا ينقصه  الا الإفادة والارادة  والأمانة، وما نعيشه اليوم ما هو الآن ثمن تفريطنا في مشروع التكامل الاقتصادي العربي الذي انطلق في خمسينيات القرن العشرين، ولكنه للأسف لا يزال مجمدًا مقيدًا داخل أروقة مؤسسات العمل العربي المشترك...

 

لقد كان مشروع إيجاد عملة عربية موحدة، واحدًا من أهم مشروعات التكامل الاقتصادي العربي، ولو تحقق، لكان للدول العربية شأن أخر ، على الصعيدين: النقدي والاقتصادي،

 اليوم وقبل فوات الاوان على صناع القرارفي وطننا العربي أن يفهموا أن انهيار الدول لا يأتي ألا من التشرذم والانقسام وأن الصغار  لا مكان لهم بين  الأمم وأننا  كعرب لن تقوم لنا قائمة دون بناء اقتصادنا بشكل علمي ووحدوي ومدروس،

 قيل وبها اختم الثروات لا تصنع اقتصادًا ناجحًا أنما القيادات هي من تفعل ذلك!!

 

Medhat_505@yahoo.com

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023