أعجبني موقف طريف قرأته على احد المواقع لمجنون ليلى
تزامنا مع نشر فيديو أرسل لي وشاهدته متأخرا، لشخص صاحب صوت مرتفع في الخطابة كان يدافع فيه عن صاحبه بعد أن أصابه بلل قبل أيام.
طبعا بقناعتي أن الموقف واضح ولا يحتاج
الى من يدافع عنه ، ولكن وكما تعلمون من الأمثال العامية المشهورة في بلادنا هنالك مثل يقول "مين بشهد للعروس؟ غير
أمها وخالتها وعشرة من حارتها !
تقول حكاية مجنون ليلى وفيها درسا لمن يجيد التأمل خلف السطو، في يوم من الأيام بينما قيس يتجول
في احد الطرقات يبحث عن بصيص أمل يرشده الى طريق ليلى، عثر على كلب يحمل أوصاف كلبها
، فتَبِعه ليدله على ليلاه، فمر مسرعا يركض من أمام مصلين إلى أن أوصله الكلب إلى
ليلى..
وفي طريق عودته قال المصلون لقيس: أتمر
من امامنا ولا تصلي معنا؟! فقال عذرا : أو
كنتم تصلون؟!!!! والله ما رأيتكم !!!!
فقالوا : وكيف لا ترانا ونحن جمعٌ
فقال والله ولو كنتم تحبون الله كما
أحب ليلى لما رأيتموني، كنتم بين يدي الله ورأيتموني، وأنا كنت اركض لأجد ليلى ولم
أرأكم فأين الخشوع في صلاتكم !!!
لكي يفهم كلامي كما أريد أقول : كان ولا زال تعاضد الناس في مجتمعاتنا ميّزة
وفخر ، ومن واجبنا الدفاع عن بعضنا البعض وخصوصا عندما يقع ظلم على من نعرفهم سواء
كانوا مواطنين أم مسؤولين.
ولكن في ظل التطوّر التكنولوجي وانتشار وسائل
التواصل الاجتماعي لا يمكن لعاقل أن يدافع عن خطأ وقع به احدنا وهو واضح وضوح الشمس ، فهكذا أمور لن تنفع فيها
الحذاقة ولا هز الكتفين ولا حتى الشرح او التفسير
فلو جمعنا كل مفردات الكلمات
ومرادفاتها وطوعناها لن تنفع في ذلك شيئا،
فالصورة والصوت أبلغ بألف مره من كلمة قالها أحدنا ورحل..
اليوم ولكي نضع الأمور في نصابها
الحقيقي ما أحوجنا وفي كل مواقف حياتنا
الى أن نحب الله والوطن وقيادته كما يحب أصحاب النفوذ بعضُهُم بعضاً.
اليوم كم نحتاج لأشخاص يقولون كلمة الحق حتى على انفسهم يقولونها
ويقولون بها، ويثبتون عليها ولا يتراجعون عنها مهما كلفهم الامر؛ لأنَّها (حق)،
والحق لا رجعة فيه ، اليوم ما أحوجنا الى
كلمة الصدق وكما جاء به قرآننا الكريم ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ
مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا
فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ
اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ،