خطاب جلالة الملك والذي افتتح فيه،
أعمال الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة التاسع عشر، ما هو إلا رسالة واضحة
كاشفة كافية، قليلها كثير وكثيرها يحتاج الى أبناء وطن مخلصين صادقين، طابعهم
الأمانة وعنوانهم القوة والقدرة والترفع عن المصالح الذاتية التي لا تبنى بها
الأوطان، رجال بحجم قادة، أخذوا من حب الوطن ما لم يُحسدوا عليه.
رجال بحجم الأردن الكبير بكل ما فيه
ومن فيه.
هي رسالة تعدّت مراحل الطباق والجناس
والاستعارة، لا تحتاج الى ترجمان أرسلها أبو الحسين من فوق الماء، لا لبس فيها ولا
تأويل، أرسلها من خلال نواب الشعب فيها بيان للناس، قوامها واضح ومعانيها شاملة،
همسها بلغة الملوك بكل وضوح (فلا يؤتين من قبلكم بعد اليوم).
رسالة أراد منها الولوج الى مئوية
الدولة الثانية برتابة وثقة، أراد منها البناء لمستقبل هذا الوطن بعيدا عن الربكات
والفزعات والمحاصصات واستغلال الموقع والنفوذ، بعيدا عن أنفاس المتشائمين و
المشككين، حين قال هذا الوطن لم يبنه المتشائمون ولا المشككون، وإنما تقدم وتطور
بجهود المؤمنين به من أبنائه وبناته، وبفضل هذه الجهود يمضي هذا الحمى نحو
المستقبل بكل ثقة وعزيمة، وسيبقى الأردن العزيز يكتب صفحات جديدة في البناء
والتقدم، فالأوطان لا تبنى بالمخاوف والشكوك، والمستقبل لا مكان فيه للمحبطين
واليائسين.
تحدث جلالته بوضوح عن الشباب عصب
الأوطان وقوتها ورأس مالها الحقيقي، وحث الجميع على رعايتهم.
تحدث عن فلسطين، الحاضرة في وجدانه
أينمّا حلّ، لا بل هي المتأصلة في الخطاب الملكي، على الدوام..
تحدث عن استقلالية القضاء مظلتنا
الجامعة ودرع الوطن وسياجه وثالث سلطاته وركز على ذلك.
تحدث عن الجيش والقايش والأجهزة
الأمنية فلولاهم بعد الله لما تحقق لنا الأمان.
تحدث عن تحسين مستوى معيشة المواطنين
وتوفير فرص التشغيل والاستثمار بالاستناد إلى العمل الاستراتيجي، حتى تعود الحيوية
إلى كل القطاعات الإنتاجية ويتعافى الاقتصاد من جديد.
تحدث جلالته لمدة 14دقيقة ونيفا كان
معنا وكنا معه، كسر فيها عتبة المكان والزمان..وركل بهدوء ضعاف النفوس الى خارج
الأردن الجديد بعون الله..