في الذكرى الحادية والعشرون لرحيل الجنرال مشهور حديثه الجازي نرى الاردن
اليوم كلها تستذكر رحيل الفارس العظيم الجنرال مشهور حديثه الجازي قائد الجيش
العربي الاردني المصطفوي 6/11/2022؛ذهب الماضي وفيه ما فيه ونحن في عصر نستذكر فيه
أبطالٌ تاريخيون فقد بهرونا وسحرونا إنها سيرة الجنرال مشهور الجازي في أمه وأمةً في الجنرال ليسطره التاريخ قائداً فذاً من
جنرالاته هو قصة حية من أقاصيص الوطن العظيم بما واكبها من روائع ومآس ومسرات
وأحزان ودموع ولذة وشقاء وخير وشر فيها الحقيقة للمثابرين والعبره للاخرين والقدوة
للناشئين الذي نحن أشد ما نكون بحاجة الى رجالات ذو بأس شديد فكانت تربيته صارمه
من أبيه الشيخ حديثه الجازي فأحتضنه وعُني بتوجيهه وتثقيفه مصطحباً معه مراراً في
كامل أعماله متلقياً فنون الحرب والفروسيه فتربى تربية عسكريه صارمه ولا ننسى هنا
ما للبيئة والظروف المحيطة به من أثر في تكوين أخلاقه وتوجيه تصرفاته في مستقبله
فقد ورث من أبويه مزيجاً من سجاياهما وطباعهما مقتحماً مدرسة الحياة وعاش مع عموم
الناس من كل نوع و جنس فصقلته الاحداث وشذبته المشاكل و دربته الازمات مما بعث في
نفسه الأمل والنشوة والإعتداد بالنفس وكأن أباه يعده لأمر خطير ممارساً رياضة صيد
الوحوش متحدياً الأقدار بماضي عزيمته مواجهاً المشاكل بكامل رجولته فبرز في
الميادين بفضل ما أوتي من قوة بدنية وبسطة في الجسم وجرأة نادرة مندفعاً نحو
المغامرات الجريئة فتراه قاسياً في ناحية رحوماً في الأخرى سريع الغضب شديد البطش
بالعدو ،وتلك هي معركة الكرامة الشاهد
الحي والتي كان قائدها الجنرال مشهور حديثه الجازي يتحدى الاخبار فانشغل في الحروب
التي تكللت بالنصر العظيم والقضاء على الصهاينه وإصلاح أحوال الوطن فنجح في ذلك
نجاحاً عظيماً بفضل حسن سياسته وبُعد نظره وصبره ومعرفته بخفايا الامور فتولى
مقاليد الامور في سبيل إستقرار الدولة الاردنيه وإختياره أحسن القادة العسكريين
القادرين على العمل والاستجابة للشهادة في سبيل رفع راية الوطن العظيم فكان يعيش
مع جنوده فلا يؤثر نفسه بشيء دونهم في الحرب والسلم ، وطد الامور ومهدها وقضى على
المستعمرين وساد الأمن و السكون وأنصرف
الى إعلاء العرش الهاشمي العظيم فدامت مدة قيادته للجيش العربي الاردني المصطفوي
فوقفت الدولة الاردنية على قمة مجدها في الحكم إذ كان لجيشنا الاردني الهاشمي العزة والمنعة والسعة وأشدهم صرامة و قسوة على
خصومه العسكريين.
وكانت له آراء صائبة مختلفه ،فكان أحد
عظماء القادة الفاتحين والمحررين للقدس الشريف والاقصى المبارك وصلت جيوشه الى
أقصى الضفة الغربية وحاصرت جيوشه الصهاينه وقام بالقضاء عليهم .
وذلك كله بقلب ثابت و عزيمة صادقه
وأنتصر بإيمانه العظيم لحب الوطن والولاء للعرش الهاشمي و بدهاء سياسي و حروب يطول
شرحها ،حتى دام الناس له وأجتمعت عليه الكلمة فاعتبر بحق بإنه فارس الوطن الذي لن
يتكرر أبداً ورتق فتوق الدولة وجمع شملها و وحد كلمتها وبنى أسسها و وطد أركان
دعائمها وقبض على ازمتها بيد صارمة فجاء ليزيل الانقاض ويقتلع الصخور ليؤسس ويقيم
صرح الحكم الهاشمي المجيد وتوطيد أركان الدولة الاردنيه وتثبيت أقدام العرش
الهاشمي.
وكان صاحب المكانة العظيمة فيسترعي
بجمال صوته وحلو حديثه الإسماع و يفرض على معارفه و ذويه حبه وتقديره وعاش وجيهاً
مرموقاً بليغاً في أحاديثه و أفعاله وأنه إذا قدم إلى مدينة أُردنيه عَطْلت
مجالسها إعظاماً له و تبجيلاً فان جلس جلسوا معه وان مشى مشوا جميعاً حوله ل يرينا
كيف يكون البذل والجهد وكيف تُصنع البطولات وتُقام المفاخر.
تغمد الله فقيد الاردن العظيم بواسع رحمته وأســـــكنه جنات النعيم وألهم
ذويه ومحبيه جميل الصبر والســـــــلوان .
الرحمة والمغفرة على روحه الطاهرة .