يقلم: بقلم: د. قصي الرحامنه
لقد كثرت في الأيام الاخيرة تلك
الإتفاقات السرية أو كثرت الشائعات عنها ، وليست شائعة من تلك الشوائع ببعيدة عن
الإحتمال ، وقدر رأينا ان كل واحدة من هذه الشائعات تشهد لها آية من آيات السياسة
المحسوسة .
من العقائد الراسخة المبنيه على
العيان والتجربة أن قوى الدول أمر نسبي كثر الميل إلى عقد التحالفات والإتفاقات؛
وبديهي أن من أصبح فاقداً حليفاً أمام تلك التحالفات صار محكوماً عليه بما تتصوره
العقول من طبائع الضعف أمام القوة التي لا رحمة معها. وقد أرانا هذا العصر كثيراً
من ذلك الميل ونتائجه وهو اإلى الإستكثار من المغانم و زيادة القوة لدرء ما يتوقع
. فالسلاح هو حارس السلام اليوم كما كان حارسه أمس والتحالفات هي أعظم أسلحة اليوم
، وان حصول التوازن هو أعظم أساس لحصول التفاهم وبحصول التفاهم تندفع التطوحات
ويغدو الوقوف عند الحدود أمراً مألوفاً . ومن الاولويات أن هذه الإتفاقيات الجديدة
التي يقال أنها وقعت في السر و وصولها إلى العلن دائرة كلها حولنا أي لمصلحة الشعب
ومن أجله وهذا ما يجعلنا امام عهداً جديداً في السياسة قد يصح أن نعده عظيماً.
يشك الناس في أكثر الاشياء ، وتتردد
خواطرهم وتتقلب قلوبهم وتختلف أراؤهم و ميولهم في أعظم الاحوال التي تحيط بهم ولكن
بعض الامور لا يرتاب فيها أحد ما كقولنا
وإتفاقنا أن الهاشميين لم ولن يرضوا ب
تحالف غير شريف وهو من الشؤون التي تتفق فيها ميول شعبنا وتجتمع فيها أراؤها وتتجه
خواطرها فيها بذلك كإتفاق ميولنا على التأييد على هذه التحالفات والإتفاقيات والكل
يوافقني الرأي بأن الهاشميون هم مخلصّو الأمة أولئك الأسود اللذين بيضوا وجوهنا
ووسعوا ثغرة رجاء الامة ولو أردنا ان نشكرهم لما كفتنا ألاعوام بترديد مناقب
شجاعتهم وصبرهم في مواقفهم الدفاعية التي على مثلها تتوقف حياة الوطن.
نحن اليوم أيها السادة أمام حوادث
عظيمة إنفرد فيها ملكاً الهاشمي المصطفوي عبدالله الثاني بن الحسين تمام الإنفراد
أمام أمم كثيرة العَدد والعُدد مجتمعين أحسن إجتماع لتتفق لها أسبابها في صور غير
مطردة وعلى قواعد ليست بثابتة والايام التي ستشهد للحق آتية.