عندما نشر صهريج بلون حافلات المدارس
والجامعات عبيره النفاذ فوق رؤوسنا، نظرنا جميعا إلى حادث سير ارتكبه سائق متهور،
ومشهد فريد من نوعه يستحق صور (سيلفي)، ونظرنا الى كفاءة جهاز الدفاع المدني في
إنزال الصهريج الضخم، وسرعة طواقم أمانة عمان في التخلص من (البخور) الذي اتحفنا
به السائق (الهارب)، وهذا هو نصف الكوب الممتلئ.
أما نصفه الفارغ ولأنني أكره مشروع
الباص السريع وأصر على أنه مشروع فاشل فإنني رأيت بعين (التشاؤم) أن حادث الصهريج
فوق الإنجاز الهندسي الجميل (مش فال خير) بل وإشارة إلى مستقبل المشروع.
كان أباؤنا عندما ينتهي بناء البيت
(بصبة السقف) يذبحون كبشا ويطعمون الطعام احتفاء بإنجاز المسكن.
نحن ذبحنا صهريجا ونثرنا العطور فوق
الرؤوس وأشرأبت أعناقنا إلى الأعلى.. كلنا ينظر إلى فوق ويترقب.. لم نكن ننظر الى
السماء ولا إلى سحابة ممطرة وإنما إلى صهريج أمطر .
أيها السادة أصحاب القرار لماذا لا
تتعلمون الا بعد وقوع كارثة، ماذا لو كان الحادث لصهريج نفط مشتعل وليس صهريج عطور
برتقالي؟!.
لماذا يسمح لمثله بالصعود فوق جسر
مرتفع أثناء ساعات الازدحام المروري نهارا؟.
صهاريج مصفاة البترول الضخمة تتجول
نهارا لتزويد المحطات بالمحروقات، ماذا لو حدث ما لا نتمناه؟.
هل من مسؤول صاحب قرار فاعل يأمر
بمراجعة شاملة لاجراءات واحتياطات السلامة في المرافق العامة والمراكز التجارية
الكبرى، أم سنظل بانتظار حادث كبير ولجان تحقيق واقالة مسؤولين بعد فوات الأوان؟.
أنا سعيد لأن حادث الصهريج تحول إلى
نكتة شعبية ومسخرة (مرورية)، فلعل هذا هو (الفلفل) اللاذع الذي يوقظ بعض أصحاب
القرار من سباتهم.
أخيرا أطالب بتغيير لون حافلات
المدارس، فكلما رأيت (باص مدرسة) تذكرت الصهريج، طبعا مع فارق الحمولة.
في اخبار هذا المساء ان شاحنة في
بولندا تحمل 12 طنا من الشوكولاتة انقلبت وانسكبت
الشوكولاتة في الشارع العام، وقد هرع الناس لتذوق طعم الاسفلت اللذيذ.