مظلومة حكومتنا، و ( إحنا) ما بعجبنا
العجب ولا الثلج في رجب، وقد تحولنا في بضع سنين
من شعب كشرة إلى شعب نكتة لاذعة وهي مرحلة كانت آتية لا ريب فيها كحال
الشعب المصري الشقيق لأنها إحدى مظاهر ونتائج الضيق الاقتصادي والكبت السياسي.
اخر
التعليقات اللاذعة حول موجات البرد المتلاحقة مع بدء مبكر للتوقيت الصيفي
ان ( الحكومة باعت الصيف لمستثمر عربي) وآخر يقول ( الحكومة بدلت اسم آذار
باسم كانون الثالث) وغيرها كثير مما عجت
به مواقع التواصل.
ثم بدأ التندر بقرارات الحكومة
المتعلقة بأسعار ومواصفات المأكولات الشعبية ( الحكومة تعدل سعر مفركة البطاطا
والشاورما) ونشرت قرار تعديل المفركة من بيضة واحدة إلى ( بيضتين) في الجريدة
الرسمية، يعني الحكومة مصرة على ( بيضتين) والشعب اعتاد على ( بيضة واحدة).
صديقي ( احمد ابو العبد) اتصل معي
محتجا وقال ( يا أخي شو دخل الحكومة بيضة ولا بيضتين احنا حرين أن شاء الله حتى لو
بدون بيض).
وما أن أعلنت الحكومة توفر كافة المواد
الغذائية خلال شهر رمضان حتى انتشر ( بوست) يقول ( الحكومة تعلن توفر المواد الغذائية
في رمضان، والشعب يعلن عدم توفر النقود لشرائها)،، يعني ( وين ما وجهت الحكومة مش
خالصة معانا) ويا رئيس الحكومة ( وراك وراك والزمن طويل).
ومن سوء حظ حكومتنا ان أحدا لم يعد
يستعمل تعبير ( اللازمة ) القديمة ( الحكومة الرشيدة) فقد ثبت غياب الرشد في
(غيابت الجب) كما يدعي ( ابو العبد
الدباس).
لماذا ينفس الناس عن ضيقهم بأي شيء
باتجاه الحكومة؟؟
هل هو تعبير سياسي مبطن؟؟
اعتقد ذلك، فحين تزدحم المحاكم بقضايا
قانون الجرائم الإلكترونية وتصر الحكومات على أنه لا يوجد لدينا سجناء رأي ولا
سجناء جرائم سياسية فهذا معناه ان الدولة لا تعترف بالمفهوم القانوني للجريمة
السياسية الذي اعتمده الفقه القانوني العربي والدولي واستقر عليه، والنتيجة انك
تستطيع أن تحرم أي شخصية سياسية من الترشح في الانتخابات اذا تمت ادانته بسبب
ارائه او مواقفه السياسية، وحين تضيق
الدائرة الاقتصادية المعيشية على قطاع واسع من الناس فإنهم يجدون راحتهم في إطلاق وتداول
النكتة السياسية.
على كل حال ( مفركة) والجبر على الله.