تختلف الاراء حول نتائج الحرب
الاسرائيلية على الفلسطنيين في القدس الشريف وحي الشيخ جراح وقطاع غزة
في وقت يرى البعض فيه أن ما يحدث بين فصائل المقاومة وإسرائيل مجرد حرب
جديدة على غزة لتحقيق أهداف إسرائيلية داخلية يتم التغطية عليها بتكرار نفس
الأهداف القديمة الخاصة بتحييد المقاومة والقضاء على التهديد القادم من القطاع،
وبين من يراها تصعيد ما قبل الانتفاضة، ومن يراها أو يرجو أن تكون الانتفاضة
الشاملة التي يمكن أن تحرر فلسطين من الاحتلال وفي حين يكتسب التصور الأخير الكثير
من الزخم الشعبي، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الواقع والمسار القائم
يصب في أن ما يحدث هو تصعيد ما قبل الانتفاضة خارج قطاع غزة مع الحرب على غزة.
ويؤثر تحديد طبيعة وحجم الصراع الحالي
في النتائج المتوقعة وكيفية التعامل مع الواقع. وفي هذا الإطار، لا يتصور، وفقا
للتطورات التي أدت إلى التصعيد الحالي وتحركات الأطراف المعنية، أن تكون الحرب
المفتوحة من أجل القضاء على فصائل المقاومة أو تدمير قطاع غزة من الجانب
الإسرائيلي، أو تحرير فلسطين والانتصار على إسرائيل من وجهة نظر الفصائل هي
الأهداف النهائية للأطراف المعنية. ويتصور بالمقابل أن التطورات التي ارتبطت
ببداية التصعيد الإسرائيلي، من باب العامود وحي الشيخ جراح إلى القدس الشرقية، هي
الأحداث التي تفسر الأهداف المطلوبة من تلك الأطراف.
وتتمثل تلك الأهداف إسرائيليا في تحقيق
أهداف انتخابية وسياسية داخلية، تحقق بعضها بالفعل مع بداية العدوان والتصعيد
الإسرائيلي، خاصة على مستوي دعم الخطاب اليميني المتطرف، والتشدد في قضية القدس
والمسجد الأقصى. وفلسطينيا يتمثل الأمر في إحياء قيمة المقاومة في المعادلة
الفلسطينية، والربط بين غزة والقدس، والتأكيد على دور الفصائل في التطورات التي
تمس الواقع الفلسطيني والتسوية في اللحظة والمستقبل.
ويحد العديد من العوامل من فكرة الحرب
المفتوحة في ظل التكلفة المرتفعة لمثل هذا الخيار إسرائيليا وفلسطينيا، وما يرتبط
بتلك الخسائر من ضغوط إقليمية ودولية أثبتت الأحداث أنها أكثر تنوعا عن المرات
السابقة، في ظل دور وسائل التواصل الاجتماعي ودخول العديد من المشاهير على خط
الأحداث دعما للشعب الفلسطيني واعتراضا على الاعتداءات الإسرائيلية والدعم
الأمريكي والغربي. إضافة إلى ارتفاع التكلفة المادية على إسرائيل وما يرتبط بها من
خسائر عسكرية وسياسية، خاصة بعد فشل القبة الحديدية في التصدي لصواريخ المقاومة،
واستهداف المستوطنات وغيرها من المدن ذات الأهمية مثل القدس وتل أبيب، مع تحرك
الفلسطينيين داخل المدن المختلطة واستهدافهم من قبل الجيش والمستوطنين وما أثارته
تلك التطورات من حديث عن المخاوف من حدوث حرب أهلية داخل إسرائيل. وفلسطينيا يحد
واقع الفصائل في قطاع غزة، وحقيقة حصار القطاع من قبل إسرائيل منذ سيطرة حماس على
القطاع في 2007 من قدرة الفصائل على إعلان حرب مفتوحة في ظل الخسائر البشرية
واستهداف البنية التحتية وصعوبة تجديد وتعويض ما يدمر خلال الحرب.