الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية بين ميسي ورونالدو.. رودري يختار الأفضل في التاريخ الأمن العام ينفذ تمريناً تعبوياً شاملاً لتعزيز الجاهزية والتنسيق في مواجهة الطوارئ على خطى بيكهام.. أول لاعب كرة لا يزال في الملعب يقتحم عالم الاستثمار في الدوري الأمريكي "غولاني".. أشرس ألوية الاحتلال تسقط في "كماشة" مقاومي غزة ولبنان كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025 تتسم بالواقعية وتحفيز النمو "الصناعة والتجارة” تطرح عطاء لشراء قمح وشعير ترشيح العرموطي لرئاسة النواب خدمّ الصفدي - وتحالفات الاحزاب الوسطية سحبت البساط من الاسلاميين

القسم : بوابة الحقيقة
هل العالم على ابواب حرب باردة ثانية ؟
نشر بتاريخ : 11/16/2020 5:47:58 PM
الدكتور عثمان الطاهات

بقلم: الدكتور عثمان الطاهات

 

بعد تفكيك الاتحاد السوفياتي وانهيار جدار برلين أعلنت الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية نصرها النهائي على كل منافسيها في العالم والى الأبد بيحث بدأ المنظرون الأمريكيون يتحدثون عن نهاية التاريخ .

 

عكف السياسيون الأمريكيون على رسم الخطط لإدامة هذه النصر التاريخي على بقية دول العالم فاختلقوا "الحرب على الإرهاب" كستار لها لتقوم بنقلة استراتيجية على مستوى رقعة العالم تمثلت بغزو منطقة وسط وغرب آسيا للسيطرة عليها واخضاعها للهيمنة الأمريكية حيث تعد منطقة أوراسيا خزان العالم من المواد الطبيعية والأولية ومن شأن السيطرة عليها تأمين التحكم في مصادر الطاقة العالمية وخطوط نقلها ونقل البضائع سواء عبر البر أو عبر الممرات المائية الاستراتيجية، وبهذا تستطيع أمريكا السيطرة على اقتصادات العالم بما فيها الصين وروسيا، وكان من المهم من وجهة النظر الأمريكية القضاء على بقية البؤر المقاومة للهيمنة الأمريكية المتبقية بالعالم الذي صنفها جورج  بوش الابن بمحور الشر بما يخدم أمن اسرائيل فكانت الحرب على افغانستان والعراق لتحقيق هذين الهدفين الاستراتيجيين للسيطرة على غرب آسيا اولا والقضاء على دول " محور الشر " بحسب الوصف الأمريكي ثانيا.

 

اعتمدت أمريكا على فكرة حسم حروب منطقة آسيا بسرعة وهو ما يؤمن لها التحكم بمستقبل الصين الاقتصادي وركنت ايضا الى تقدير اخر خاطئ مفاده ان مصير الصين سيكون مثل مصير بقية دول المعسكر الاشتراكي بعدما تفكك ذلك المعسكر لذلك أمهلت أمريكا استراتيجية "احتواء الصين " وقد اثبتت النتائج خطأ كل هذه التقديرات التي لم تتنبه الى قوة النظام السياسي الصيني في الحفاظ على الدولة ووحدة الصين .

 

غرقت أمريكا في وحل منطقة غرب اسيا ولا سيما في منطقتنا العربية ودخلت واشنطن في حروب مكلفة لا تنتهي حسب وصف دونالد ترامب وكانت الصين في غمرة انشغال أمريكا بمغامراتها الشرق الاوسطية تبني اقتصادها على نحو هادئ ومستمر وتطور بنيتها التحتية وقدراتها التصنيعية وتنمي قطاعات التطوير التقني والابتكار العلمي واستمر الوضع الى عهد باراك اوباما الذي تنبه الى الخطأ الاستراتيجي الذي وقعت فيه أمريكا في طريقة تعاملها مع الصعود الصيني عندها بدأت تظهر مؤشرات على سياسة أمريكية خارجية تركز اكثر على الصين أطلق عليها الاتجاه نحو شرق آسيا.

 

يبدو من خطوات أمريكا لغاية الان انها تسعى للضغط على الصين في ثلاثة مستويات اولا الضغط على دول العالم والدول الحليفة للولايات المتحدة كي تقلل الاعتماد على المنتوجات الصينية اما المتسوى الثاني تخفيف التداخل بين الاقتصاد الأمريكي والصيني اما الثالث فيتثمل بالضغط العسكري في بحر الصين الجنوبي ومحاولة تقليص النفوذ الصيني العسكري في منطقة الملاحة البحرية الاستراتيجية تلك .

 

تملك امريكا أوراق ضغط ضد الصين وتتمثل بفرض المزيد من الضرائب على البضائع الصينية الواردة إلى أمريكا وسيطرة الولايات المتحدة على قنوات المال في العالم وتحكمها في عملة التجارة العالمية اضافة الى قضية الايغور وامكانية توظيف أمريكا هذه القضية  في الضغط على الصين سياسيا امام المحافل الدولية واخيرا الصدام المباشر بين العملاقين النوويين ولا سيما في ظل تحرشات البحرية الامريكية المستمرة بالبحرية الصينية في بحر الصين الجنوبي ولكن هذه الخيار بحسب سياسيين أمريكيين وصينين مستبعد جدا.

 

يجمع الحزبان الجمهوري والديمقراطي الامريكيان على العداء للصين وعلى محاولة الضغط عليها سياسيا واقتصاديا ولكن الصين تدخل هذا المعترك متسلحة بنظام سياسي يركز على التراث الصيني الضارب في التاريخ اذ نجح هذا النظام في تفادي الاخطاء التي وقع فيها الاتحاد السوفايتي السابق والصين هي مساحة جفرافية ضخمة وكتلة سكانية مهولة ولدى شعبها قدرة على الابداع وتملك اقتصادا ضخما وصاعدا يتداخل مع اقتصادات معظم بلدان العالم اضافة الى امتلاك الصين لقوة نووية قوية .

 

في المقابل نرى الولايات المتحدة خارجة من اخفاقات استراتيجية في حروبها في غرب آسيا ونظام اقتصادي باتت قدرته على الاستمرار موضع تساؤلات وفوضى داخلية بعد ادائها في مواجهة فيروس كورونا وتراجعها على الساحة الدولية وفقا للكثير من الخبراء والسياسيين فهل مع كل هذه يظل الحديث عن " حرب باردة " جديدة واقعيا وهل يصح المقارنة بين الوضع الحالي بما كان عليه الحال في حقبة " الحرب الباردة " مع الاتحاد السوفياتي .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023