بقلم: الدكتور عواد النواصرة
مع نهاية عهد الرئيس الامريكي باراك أوباما لدورتين متتاليتين بغض النظر عن الايجابيات والسلبيات فنقولها بصدق بان الشعب الامريكي شعب ديمقراطي وحضاري وستبقى الولايات المتحدة الامريكية في مقدمة الدول الديمقراطية في العالم ان لم تكن الدولة الأولى في العالم في هذا المجال. صحيح بأن السود في الولايات المتحدة الامريكية قد عانوا من سياسة التمييز العنصري ولسنوات طويلة قبل ان يأتي مارتن لوثر كنج قائل العبارة الشهيرة ' I have a dream ' قبل فترة تاريخية لا تتعدى الستين عاما منذ الآن، الأسمر من أصول أفريقية والذي أجبر أكبر قوة في العالم على تغيير سياستها تجاه التميز العنصري وجعل الرئيس الأميركي ليندون جونسون يوقع على قانون الحقوق المدنية الذي يضمن العدل والمساواة بين الأعراق والألوان والجنسين في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية كل هذا التاريخ بدأ علم 1954م وانتهى بمقتل لوثر كنج عام 1968م.
وموضوع النقاش هنا لو كان الرئيس الامريكي المنتهية ولايته باراك أوباما عربيا وأسود ومن اصول افريقية هل سيصبح رئيس دولة عربية اذا كان الرئيس بالانتحاب وهل يمكن ان يكون رئيس وزراء اذا كان رئيس الوزراء بالانتخاب؟ وهل سيكون رئيس دولة أو رئيس وزراء اذا كان عن طريق نظام التعيين؟
فاصل الموضوع هو كيف ينظر العرب إلى بعضهم من حيث الاصول اذا ما تم استثناء دولة السودان والصومال والسنغال وجزر القمر وجيبوتي والتي يغلب عليها طابع وحدة اللون الأسود.
هل ما تزال نظرة العبودية في اللون الأسود سائدة في ذهن المواطن العربي؟ أين وصلت الديمقراطية العربية في هذا المجال ؟ لم نرى ولا حتى في حالة يتيمة يقاس عليها عربيا منتخب كرئيس لدولة أو رئيس وزراء دولة عربية أسود اللون من غير الدول التي يسودها اللون الأسود. فالدول العربية التي يتم فيها انتخاب رئيس الدولة أو يعين فيها رئيس للوزراء لم نرى أي شخصية عربية أسود اللون وعلى مر التاريخ منذ استقلال تلك الدول. فكيف نفسر تلك الظاهرة فهل مرد ذلك إلى عدم ظهور اصحاب البشرة السوداء بشكل متميز في تلك الدول حتى يتميزوا ويصبحوا رؤساء حكومات ؟ أم هل هي نظرة الإنسان الأبيض إلى الانسان الأسود ام هو قصور في الديمقراطية العربية بشكل عام؟
رغم ذلك نجد ان معظم الدول العربية يسود فيها الدين الاسلامي رغم تناحر بعض الفصائل والفرق الدينية فيما بينها وأساس المعتقد الاسلامي هو محاربة سياسة التمييز بين الناس على اساس اللون وهذا يقودنا الى وجود اختلاف جوهري بين المعتقد والتطبيق فسكان الولايات المتحدة لا يعتنقون الاسلام وطبقوا نظام عدم التمييز بين الناس وأوصلوا رئيس اسود ونحن كعرب عقيدتنا اسلامية ولكن التطبيق مختلف تماما فمازال الاعتقاد سائدا بان يسمح لبلال ابن رباح رضي الله عنه بالأذان ولا يسمح له بالولاية.