وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاثنين 29 -4 – 2024 وزير الخارجية الأميركي يزور السعودية يوم الاثنين فولودين: واشنطن تضحّي بالآخرين للحفاظ على القطب الواحد نائبة مصرية تتهم شركة ألبان عالمية بازدواجية المعايير زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة مجلس الأمن يعبر عن قلقله إزاء هجوم وشيك في شمال دارفور ضبط كمية ضخمة من "الكوكايين" لدى مسافرة أجنبية في مطار القاهرة باريس سان جرمان يحسم لقب الدوري وعينه على ثلاثية تاريخية لأول مرة منذ 2011 .. وزير الخارجية البحريني يزور دمشق البيت الأبيض: الرصيف العائم قبالة غزة سيكون جاهزا خلال أسبوعين أو ثلاثة حماس : "لا قضايا كبيرة" في ملاحظات الحركة على مقترح الهدنة أوكرانيا: الوضع يتدهور والجيش الروسي يحقق "نجاحات تكتيكية" المشاقبة : التجربة الحزبية في المجلس القادم قد تكون ضعيفة لغياب الايدولوجية والبرامجية - فيديو ابو زيد : 4 كتائب لدى المقاومة في غزة لم تشتبك منذ بداية الحرب ستواجه الاحتلال - فيديو إعصار مدمر يضرب الصين ويخلف قتلى وإصابات

القسم : بوابة الحقيقة
تمديد العقوبات على ايران السبب والتداعيات
نشر بتاريخ : 12/6/2016 6:34:17 PM
فادى عيد
 
بقلم: فادى عيد

بعد قرار مجلس الشيوخ الامريكي بتمديد العقوبات على ايران بالاجماع لعشرة سنوات قادمة، كان يجب علينا أن نطرح السؤال، لماذا واشنطن فى ذلك التوقيت تقبل على تلك الخطوة؟ وهنا كان علينا وضع كافة الاحتمالات بمختلف الزوايا.

اولا: هل ارادت ادارة اوباما ان تقطع الطريق على اى محاولات للتواصل بين الرئيس الجديد دونالد ترامب مع ايران عبر وساطة روسية؟

ثانيا: هل أرادت واشنطن اشعال الوضع بالخليج بين ايران والعرب، فبكل تأكيد خطوة استفزازية مثل تلك، لن يصب فيها غضب ايران على الولايات المتحدة فهي ليست روسيا، وبكل تأكيد ستصب غضبها على جيرانها بالشط الاخر أي دول الخليج العربي.

ثالثا: هل هناك علاقة من تمديد العقوبات على ايران واشعال التوتر مجددا بالخليج العربي فى ظل توقع تحركات بحرية ايرانية بمياة الخليج، وبين تأسيس قاعدة عسكرية بريطانية بالبحرين مؤخرا، ثم قاعدة لحلف شمال الاطلسي بالكويت.

رابعا: هل كانت واشنطن تريد قطع أخر بصيص من الامل لاي تقارب سعودى ايرانى، بعد أن أصبح لترمومتر المنطقة لبنان رئيسا كشخص العماد ميشال عون، فى ظل اعداد لبنان لكى تلعب دور جديد نحو الوساطة والتقارب بين طهران والرياض.

خامسا: هل ارادت واشنطن من تلك الخطوة رفع درجة التوتر بالخليج الى اقصى درجة ممكنة كى توقع دول الخليج مجددا عقود صفقات تسليح بعشرات المليارات مع امريكا، كي تكون تخلصت الولايات المتحدة من اخر مخزونها من السلاح باسعار خيالية، برغم ما عقدته دول الخليج خلال العالم الحالى والماضى من عقود اسلحة مع امريكا قد تفوق قيمهتها 180 مليار دولار امريكي، لكى تتحقق نبؤة او بالاحرى هدف دونالد ترامب من ان تدفع دول الخليج للولايات المتحدة ثمن حماية امريكا لها، ولكن بشكل غير مباشر.

واذا كان ما سبق هى كل الاحتمالات الواردة بعقل واشنطن تجاه تلك الخطوة التى لم تأتى محض صدفة، فما هى التداعيات اذا.

اولا: بكل تأكيد سيأتى رد ايران الاول على الكونغرس بأستئناف النشاط النووى بكافة المفاعلات النووية، فطهران لم تذهب نحو الاتفاق سوى لمساومة الغرب على غنائم الخليج، ولرفع العقوبات الاقتصادية عليها.

ثانيا: أذا كان تصريح عبر وكالة فارس الايرانية يفيد بسيطرة ايران على الخليج العربي ومضيق هرمز كان اول رد شفوى صدر من طهران، فبالايام القليلة المقبلة قد ياتى الرد عمليا عبر تنفيذ مناورات "الولاية" ومحاكة السيطرة على مياة الخليج كاملة.
ثالثا: ستنتظر ايران رد فعل دول الخليج، خاصة وان تلك الخطوة من الكونغرس قد تأتى على اهلنا بالخليج أشد سلبا من ايران نفسها، فأغلب قيادات الخليج ترى فى الاتفاق النووى تلجيم للثور الفارسي الهائج، والحد من طموحاته النووية ونفوذه فى الاقليم، وأكبر برهان على ذلك رسالة مدير الاستخبارات السعودية الاسبق وموجهة رسائل الرياض للعالم الامير تركى الفيصل لدونالد ترامب عقب فوزه مباشرة برئاسة امريكا، والتى طالب فيها الادارة الامريكية باحترام الاتفاق النووى مع ايران.

حقيقة الامر ارى أن مجلس الشيوخ الامريكي بهذا القرار يستهدف دول الخليج العربي وليس ايران، فى ظل حالة الاحتدام الايرانى السعودي بملفات اليمن والعراق وسوريا، وفى ظل حالة الاختلاف بالداخل الخليجي، كما هو الحال بين سلطنة عمان والمملكة السعودية بسبب الملف اليمني، ورغبة الرياض فى تأسيس الاتحاد العربي على أنقاض مجلس التعاون الخليجي دون سلطة عمان قبل ان تتراجع عن ذلك الامر، وكذلك الاختلاف بين الامارات وقطر خاصة بالملف الليبي، وبين قطر والاردن بعد أن عملت قطر على قطع بعض المساعدات المالية للاردن، وغيرها من الازمات الخليجية الخليجية والخليجية بباقى الدول العربية. كما أن سمعة امريكا الدولية بعد قانون "جاستا" ثم نقض العهد مع ايران وتمديد العقوبات عليها رغم التزام طهران ببنود الاتفاق النووى قد أنتهت بلا رجعة.

ومن المؤكد أن الخطوة التى أقبل عليها الكونغرس الامريكي ستمثل صدمة شديدة للداخل الايرانى خاصة جناح الحمائم بقيادة حسن روحانى الذى كان يستعد للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة بثقة كبيرة بعد أن قاد ايران نحو الاتفاق النووى والجلوس مع الغرب، قبل أن يدخل فى حالة شد وجذب مع جناح الصقور بطهران وفى مقدمتهم المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامئني، وامين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، والجناح العابر للحدود قاسم سليمانى وغيرهم، وقد يكون وضع روحاني لا يحسد عليه وقت موعد الانتخابات القادمة.


fady.world86@gmail.com

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023