بقلم:
المهندس مدحت الخطيب
قيل الحقيقة المرة أفضل ألف مرة من
الوهم المريح ﻷن في الاولى حلول وعلاج وفي الثانية خداع ووهن...
لا أعلم إلى متى ستبقى الحكومات المتعاقبة تطبق قاعدة (دسّ) الرؤوس في (الرمال) دون أن
تعالج مواطن الخلل من جذورها...
من خلال متابعتي لمشاهد إطلاق النار
ابتهاجاً بفوز عدد من النواب عادت بي
الذاكرة الى خطاب لجلالته الملك معلقا على ظاهرة إطلاق العيارات النارية في
المناسبات، حيث قال جلالته "هناك
جدية في التعامل مع هذا الموضوع، ولن يكون هناك واسطات أبدًا بعد اليوم، فليس هناك
من يعتقد أنه إبن فلان أو لديه منصب
سيحميه....
سنتخذ الإجراءات الرادعة حتى لو كان إبني هو من يطلق العيارات النارية ،
سأطلب من الأجهزة الأمنية أن تتخذ معه نفس الإجراءات بهذا الخصوص، وسنتخذ كل
الإجراءات بحق كل من يستخدم السلاح في المناسبات والاحتفالات، ولن نسمح أن يموت أي
مواطن نتيجة لذلك...
بعد هذا الحديث
الواضح من رأس الهرم في الدولة وجب
محاسبة المقصرين دون مجاملات، محاسبتهم
أولا على التراخي ومنذ سنوات في تطبيق القانون قبل محاسبة المستهزئين
بأرواح الناس..
انتهت (المسابقة ) النيابية ،ورددنا في داخلنا
كمتابعين (رضينا بالهَـمّ ... والهَـمّ ما رضي فينـا ) ..
إنتهت الإنتخابات بحلوها ومرها ونتائجها ،
انتهت ولن أتحدث عن نسب الاقتراع ولا عن مشاهد المال السياسي،
ولا
عن تعنت الحكومة في إجرائها في وقت أصبحت
الحالات المسجلة بكورونا بالآلاف..
إنتهت
الإنتخابات ومن دفع الفاتورة هم المواطن الملتزم والأجهزة الأمنية أعانهم
الله على هذا الحمل الثقيل...
كمواطن أحب تراب الأردن الطهور كنت أتمنى أن تكون مخرجات الإنتخابات عنوان عز وفخر لنا كاردنيين،كيف لا
ونظام الحكم في الأردن نيابي ملكي وراثي ...
اليوم
وللأسف ووجدتُ نفسي أمام مشهد صادم لم نعتد عليه من قبل...
لقد انفضَّ السامر، وبقيت صورة الأسلحة
الاوتوماتيكية منتشرة وراسخة اكثر من صور
الفائزين وأسمائهم ..
لقد أرهقت الانتخابات أعصابنا ،
وأثرت على علاقاتنا الشخصية وأدخلتنا في
نهج جديد من الخوف والقلق والشك بمن تم منحهم
الثقة لحماية الوطن والمواطن ...
اليوم لسان حال المواطن يقول لا نريد مجلس نواب لا يشبهنا ولا يمثل حتى ربع
الأردنيين..
اليوم لسان حال الغيورين يقول أعيدوا لنا
الأردن كما كان وكما نحب -
بربكم تصالحو مع ذواتكم ، وجنِّبونا الذكريات
المؤلمة، والإحباط واللامبالاة والتوتر واهتزاز المبادئ والقناعات..
نستحلفكم برب من أوجد تراب هذا الوطن أن لا تستمر سياساتكم باغتيال أحلامنا والمقامرة باستقرارنا فهذا الأردن آخر قلاع الصمود ..
٭ اليوم دون أن أتفرَّس في وجوه الكثير
من الفائزين ؛ أحمد الله على أن الأمر انتهى وكما يقال
((وتوتة.. توتة خلصت الحدوتة))
إنتهت الإنتخابات وأصدائها كما شاهدتم عبر الصور
والفيديوهات التي انتشرت كالنار في الهشيم، ولا نقول إلا
مبروك لأثرياء الانتخابات ما حققوه من
مكاسب على حساب المواطن والوطن..
إنتهت الانتخابات ولن أكون متشائم ولكن
ما زال الحلم بعيدا في مجلس نواب
يمثلنا..هو كما هو «كأنك يا أبو زيد ما غزيت»...
.
لن تتغير القاعدة حتى يتغير قانون
الانتخاب فنهج الصمت بلا أدنى وعي لم يعد له مكان، و "حط راسك
بين الروس " ما عادت تنفعنا...
ولم يعد المشي جنب الحيط، يجلب للوطن
والمواطن السترة...
في الختام استقالة وزير الداخلية تُحترم ويجب أن يتبعها اقالات او
استقالات عدة ليقتنع المواطن أن الامور تسير بالاتجاه الصحيح ، وان سيادة القانون
هي نظام ومنهج يلتزم به الجميع..
اليوم
نحتاج الى جردة حساب فمن ثبت صمته
من النواب على ما حدث وجب بالقانون اسقاط عضوية أيضاً..
فمن يخالف القانون، لا نأمن عليه أن
يشرّعه!!! وهذا أضعف الإيمان ..
حمى الله الأردن، وجعله دائما بلدا
آمنا مستقرا زاخرا عامرا ..وخلصنا من ضعاف
النفوس وتجار المراحل..
*كاتب ونقابي أردني