الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية بين ميسي ورونالدو.. رودري يختار الأفضل في التاريخ الأمن العام ينفذ تمريناً تعبوياً شاملاً لتعزيز الجاهزية والتنسيق في مواجهة الطوارئ على خطى بيكهام.. أول لاعب كرة لا يزال في الملعب يقتحم عالم الاستثمار في الدوري الأمريكي "غولاني".. أشرس ألوية الاحتلال تسقط في "كماشة" مقاومي غزة ولبنان كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025 تتسم بالواقعية وتحفيز النمو "الصناعة والتجارة” تطرح عطاء لشراء قمح وشعير ترشيح العرموطي لرئاسة النواب خدمّ الصفدي - وتحالفات الاحزاب الوسطية سحبت البساط من الاسلاميين

القسم : بوابة الحقيقة
اثر الثقافة السياسية على النظام السياسي
نشر بتاريخ : 9/28/2020 12:06:45 PM
الدكتور عثمان الطاهات

الثقافة السياسية هي القيم والاتجاهات والسلوكيات والمعارف السياسية لافراد المجتمع ، وبهذا تكون الثقافة السياسية ثقافة فرعية او جزء من الثقافة العامة للمجتمع، وبرغم انها مستقلة بدرجة ما عن النظام الثقافي العام الا انها تتأثر به .

 

لا تعرف الثقافة السياسية لاي مجتمع ثباتا مطلقا ، ولكنها تتعرض للتغير حتى ولو كان طفيفا وبطيئا ويتوقف جحم التغير على مدى معدل التغير في الابنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ودرجة اهتمام النخبة الحاكمة بقضية التغير الثقافي، وحجم الاستثمارات التي يمكن تخصيصها لا حداثه ومدى رسوخ قيم ثقافة معينة في نفوس الافراد .

 

لا يعني القول بوجود ثقافة سياسية للمجتمع تماثل عناصرها بالنسبة لسائر افراده، اذ هناك دائما هامش للاختلاف الثقافي تفرضه عوامل معينة كالاصل العنصري، والديانة، ومحل الاقامة، والمهنة، والمستوى الاقتصادي، والحالة التعليمية .

 

لذلك كل نظام سياسي بحاجة الى ثقافة سياسية معينة تغذيه وتحافظ عليه فالحكم الفردي توائمه ثقافة سياسية تتمحور عناصرها في الخوف من السلطة والاذعان لها وضعف الميل الى المشاركة السياسية، وفتور الايمان بكرامة وذاتية الانسان، وعدم السماح بالمعارضة .

 

بالمقابل يتطلب الحكم الديمقراطي اخلاقا ديمقراطية ، فلا يمكن للديمقراطية ان تنمو وتستقر دون ايمان الانسان بكرامته وذاتيته، وهذا الايمان يحمل معه قناعة بأن للفرد حريات لا يمكن للحاكم ان ينال منها مع الاستعداد للدفاع عنها فيما لو هددتها السلطة .

 

تؤثر الثقافة السياسية على علاقة الفرد بالعملية السياسية فبعض المجتمعات تتميز بقوة الشعور بالولاء الوطني وهنا يتوقع ان يشارك الفرد في الحياة العامة وان يسهم طواعية في النهوض بالمجتمع الذي ينتمي اليه وفي دول اخرى يتسم الافراد باللامبالاة والاغتراب وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه اي شخص خارج محيط الاسرة وفي بعض الاحيان ينظر المواطن الى النظام السياسي على نه ابوي يتعهده من المهد الى اللحد ويتولى كل شيء نيابة عنه، وبالمقابل قد يشك الفرد في السلطة السياسية ويعتبرها مجرد اداة لتحقيق مصالح القائمين عليها .

 

بالاضافة الى ما سبق يعتمد الاستقرار السياسي جزئيا على الثقافة السياسية فالتجانس الثقافي والتوافق بين ثقافة النخبة والجماهير يساعدان على الاستقرار اما التجزئة الثقافية والاختلاف بين عقلية الصفوة وعقلية الجماهير فيمثلان مصدر تهديد لاستقرار النظام السياسي .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023