تمارس وسائل الاعلام تأثيرها من خلال
الرسائل التي تنقلها الى الجماهير المستهدفة لذلك فإن المهمة المركزية للرسائل
الإعلامية ليس فقط أن توجد وأن ترسل بل ايضا أن تصل وتؤثر وذلك نظرا لان الإعلام
ممارسة غائية ومن أجل أن تصل الرسالة وتؤثر لا بد من تقوم على أسس علمية ومهنية .
يجب أن تتضمن الرسالة الإعلامية موضوعا
ما " حدثا او ظاهرة او قصة او تطورا " ويجب ان تعالج الرسالة الموضوع
بإسلوب يتناسب مع خصوصية الموضوع " اقتصادي ، رياضي ، ثقافي، سياسي، ديني
" وخصوصية الوسيلة التي ستنقلها " صحيفة ، اذاعة، تلفزيون ، مواقع الكترونية
وغيرها " وخصوصية النوع الصحفي المستخدم " خبر، تحقيق، مقال، تقرير
" وخصوصية الجمهور المستهدف " عام ، شباب ،اطفال ، نساء " واخيرا
خصوصية الهدف المطلوب " اعلام ، توعية ، تحريض .
موضوع الرسالة الإعلامية يجب ان يكون
آنيا ، ناضجا ، مؤثرا ومهما بالنسبة لشرائح واسعة من الناس تختار كل وسيلة إعلامية
موضوعاتها وفق طبيعتها وشخصيتها في ضوء سياستها واهدافها وجمهورها .
يجب ان توضع الرسالة الإعلامية في شكل
" اخراج وتقديم " مناسب حيث تتجسد الرسالة في شكل "قالب " نوع
صحفي وتصل الى المتلقي من خلاله ويجب
استخدام الأنواع الصحفية المختلفة وفق الفهم الشامل والعميق لنظرية الأنواع
الصحفية التي تحدد خصائص هذه الأنواع في
الرسائل الإعلامية المختلفة .
تختلف الأنواع الصحفية في مقدرتها على
حمل رسائل إعلامية مختلفة وفي مقدرتها على إنجاز وظائف متنوعة فالخبر مثلا اكثر
مقدرة على تقديم الوقائع والحقائق والمعلومات من خلال السرد والتقرير اكثر مقدرة
على تقديم الحدث من وجهة نظر " شاهد عيان " والتحقيق اكثر مقدرة على
معالجة وتفسير وتحليل وتقييم قضية او مشكلة او ظاهرة والعمود الصحفي اكثر مقدرة
على اضفاء الطابع الذاتي على رأي الكاتب وموقفه ولغته واسلوبه وافكاره والمقال هو
النوع الصحفي المناسب لمعالجة القضايا في مستوى فكري وأفق نظري والافتتاحية هي
النوع الاكثر مقدرة على التعبير عن الموقف العام والرسمي للوسيلة الإعلامية .
وبناء على ما سبق فإن الرسالة
الإعلامية الناجحة بمعنى القادرة على أن تصل وتؤثر هي الرسالة التي تستخدم الأشكال
التعبيرية المناسبة السردية او الحوارية او الوثائقية او الدرامية او الكوميدية
... الخ من أجل معالجة موضوعها وتجسد أفكارها وإيصالها الى الجمهور المستهدف وذلك
لتحقيق الهدف المنشود من الرسالة الإعلامية .