بقلم: عثمان الطاهات
تعد الأسرة واحدة من ابرز مؤسسات
التنشئة السياسية، ففي داخلها يبدأ الفرد اكتساب الاتجاهات والمعتقدات والمشاعر
السائدة في المجتمع.
تمارس الاسرة دورها في عملية التنشئة
السياسية من ثلاث زوايا الاولى تتمثل بالمركز الخاص للاسرة حيث تبقى الاسرة لعدة
سنوات بمثابة المصدر الوحيد الذي يشبع للطفل حاجاته المادية " المأكل والملبس
"والمعنوية "الحب والحنان"
وهذا الاعتماد يدفع الطفل الى تقمص قيم واتجاهات والديه .
اما الزاوية الثانية فتتمثل بفلسفة
وقيم الأسرة حيث تعكس الاسرة نظاما للقيم يستوعبه الطفل ويختزنه في ذاكرته، بيد ان
هذا لا يعني دائما حتمية التطابق بين قيم الاباء وقيم الابناء اذ يمكن ان يؤدي
التغير الاجتماعي او الاقتصادي او السياسي الى اختلاف القيم والاتجاهات السياسية
بين الاباء والابناء .
اما الزاوية الثالثة فتتمثل بطرق تربية
الطفل حيث يكتسب الطفل المعتقدات والاتجاهات من داخل الاسرة لا ترجع فحسب الى
التلقين العلني والمستتر للمعارف السياسية او الاجتماعية وانما ايضا الى الاسلوب
الذي تنتهجه في تربيته.
لعبت الاسرة الاردنية دورا مهما في
تنشئة ابنائها على مجموعة من القيم والمعايير السياسية المستقرة في ضمير المجتمع
بما يضمن بقاءها واستمرارها عبر الزمن ، وهذا ما يفسر ان نسبة كبيرة من الابناء في
المجتمع الاردني يشاطرون اباءهم نفس
الاتجاهات والمعتقدات السياسية السائدة في المجتمع رغم اختلاف البيئة الاجتماعية
والاقتصادية لكل من الجيلين.
ويتضح مما سبق ان الأسرة الاردنية نجحت
من خلال التنشئة السياسية غرس قيم سياسية مثل التضحية والانتماء والولاء للوطن
بحيث لا يكون ولائهم للوطن مرهونا بما يحصلون عليه من قيم اقتصادية او اجتماعية او
سياسية ما انعكس ايجابا على استقرار المملكة وازدهارها في ظل الظروف الاقليمية
الصعبة التي عصفت بدول اقليمية كبيرة في المنطقة .