خبير مرور اجنبي متقاعد زار عمان مؤخرا .. سياحة .. رجع وعنده شورت كهربا بمخه عندما شاهد دوار بقطر خمسين مترا عليه عدة إشارات ضوئية احتراما للمبجل الباص السريع !! .
صاح الرجل : انا لم أشاهد مثله في العالم ؟؟ هذه براءة اختراع أردنية .
كان المرور فوق نفق الصحافة ميسرا بدون أي ازدحامات فوضع خبراء الباص المصيبة خبرتهم العبقرية فأنشأوا دوارا بعدد من الإشارات فتحول التقاطع إلى أزمة مرور يومية قبل أن يصحو الباص السريع من نومه ، وبالمناسبة نسي مصمم الدوار وضع مطبات كما هو شأن مدينة المطبات العالمية .. عمان البهية ..
تذكرت أن آخر انجازات العبقري عقل بلتاجي تقاطع الدوار الثامن والذي كان بدوره ميسرا فتحول بفعل هندسة بلتاجي المرورية إلى أزمة خانقه من الجهات الأربع .
المراهنة على الباص السريع خاسرة مسبقا فما يحدث أن المشروع الذي يفتح طريق الباص السريع إنما يأخذ من طريق الاخرين اي أنه ينقل الأزمة إلى مكان أخر .
وحين نقول إن هذا المشروع قرار فرنسي استعماري سوف يستغرب كثيرون ذلك ، ولكن ستكتشفون قريبا أن المشاريع الكبرى المسموح بها في الاردن لن تكون إلا أمريكية أو بريطانية أو فرنسيه ، ولو عرضت الصين تنفيذ مشروع الباص السريع مجانا فإنني اتحدى أن تقبل الحكومة العرض ، وقبل ذلك عرضت شركة إيطالية تنفيذ خط سكة حديد بين عمان والزرقاء كاملا على نفقتهم واستثماره لمدة عشرين سنه ثم تؤول ملكيته للحكومة فلم تلق إذنا صاغية .
يا سادة لم نعد نملك من سيادتنا الاقتصادية الا ما تسمح به مؤسسات دوليه بعينها ، وبقروض منها لمضاعفة الدين حتى تحين ساعة التركيع السياسي والإجتماعي .
من يعتقد أن الباص السريع مجرد مشروع مرور ساذج في السياسة والاقتصاد ولم يفكر قط في سبب فتح الباب للأستثمار الفرنسي في القطاعات الاستراتيجية بداية من الاتصالات والاسمنت والان قطاع النقل .
سؤال اخير : هل نجرؤ على طلب قرض من الصين التي تمتلك فائضا وتبحث عن مقترضين ؟؟ . اسألوا وزير التخطيط مهندس الحكومة الاقتصادي ؟؟ .