بقلم: المحامي فراس ملكاوي
ان صفة " الصفيق " في اللغة
العربية تعني الوقح الذي يقوم بالعمل المذموم دون ان يشعر بالخجل منه، وعلى سبيل
المثال لو تتبعنا بعض التصريحات أو المنشورات على صفحات التواصل الاجتماعي
لوجدناها أمثلة تفضح ناشرها وربما من يتفاعل معها بإصابته بمرض الصفاقة التي تبقي
حاملها في المنتصف بين العقل والجنون يراوح مكانه.
والصفيق يتسبب بالأذى لمن حوله ثم
يتعجب اذا ابدوا استيائهم من أذاه ، وهو شخص معجب بنفسه جدا ويشعر بالظلم الشديد
الذي لحق بالبشرية بسبب عدم اعطاءه الفرصة لتسيير العالم من حوله وفقا لتفوقه على
غيره باعتباره يعيش بالمستقبل من وجهة نظره فتجده سلبيا تجاه كل ما يصدر عن غيره
من الآراء او الاحداث في حين تجده متألقا في الدفاع عن افكار اختلسها عن غيره
وادعى بغزارة انتاجه الذهني ، ويوصي الأطباء بضرورة التعامل مع هذه الحالات بمزيد
من الصبر وتجنب الخوض معهم والتعامل معهم بإعجاب.
وكم يستحضرني المعنى الدقيق لمصطلح
صفيق عندما أشاهد لص فاسد وساقط بوحل العمالة ومتسبب رئيسي بإفقار شعبه ومفرط
بوطنه قميء بطلته على شاشة التلفزيون يزاود على الجميع بوطنيته وحرصه وألمه على
فقراء شعبه و ليبث من صفاقته المعهودة
ويتقيء على شاشات الفضائيات بمصطلحات باهته لا يدرك دلالاتها ومعناها
ويرددها كالببغاء معتقدا بأن الجماهير العريضة منشغلة بانتظار طلته البهية وستنشغل
بتحليل مفرداته المهترئة ، وهو لا يعلم بأنه وبإطلالته المشينة يبدد ما تبقى من
مشاعر الانتماء وقيم المحبة والرحمة لدى الكثير ، ولعل استعارة بعض من هذه الوجوه
التي دمغت بالصفاقة تعفينا من شرح طويل عن الكثير من الآفات الاجتماعية والأمراض النفسية وفساد الاخلاق اذا ما استعرنا
اسمه كوسيلة تعليميه وتوضيحية لمفهوم الصفاقة .