بقلم: المحامي فراس صالح ملكاوي
راجعت دائرة مراقبة الشركات لغايا
تقديم وايداع محاضر اجتماع لهيئة عامة غير العادية لشركة مساهمة خاصة ..فاخبروني
أننا اليوم في عصر الأون لاين وأشعرني أحدهم بوفرة تخلفي لكوني لم أكن أعلم عن
الخدمات الالكترونية بخصوص معاملتي ومن شدة فرحي بامكانية انجاز معاملات الموكلين
عن بعد بدون أزمة الدور والمعاملات
المزعجة والاحتكاك والجدل على أبسط لأمور والتخلص من المزاجية وشخصنة المعاملات
وتعدد المكاييل وسرعة تغير التعليمات وتبدل الشروط وما الى ذلك من الدهاليز
البيروقراطية واستبشرت خيرا ..
عدت الى مكتبي و طلبت من زميلي (الرقمي
) أن يقوم بمساعدتي وتعليمي هذه اللغة الالجديده حتى أتواصل مع مراقبة الشركات
وأنجز المعاملة فاسجاب مشكورا ودخل الى اموقع مراقبة الشركات وأدخل البينات
المتعلقة بالشركة وبعدها توقف !!!! ووجهني بضرورة مراجعة مراقبة الشركات واعطائهم
الرمز الذي وردني لتوه من الوزارة على رقم هاتفي الذي رأدخله ضمن البيانت وأدهشتني
تلك السرعة في وصول الرسالة ولكني تسائلت لماذا علي مراجعة دائة مراقبة الشركات
بعد هذه النعمه الأون لاين ؟ فبسط لي الموضوع وقال ( لتحصل هعلى الرقم السري )
وهذا أكثر أمنا للشركة وكان جوابه مقنعا ومفرحا اذيظهر الحرص الشديد عاى المعلومات
المهم قمت بمراجعة دائرة مراقبة الشركات وهناك أخبرتهم وأطلعن على تلك الرسالة
التي وصلتني ومن ثم زودوني برقم سري وعدت لمكتبي لأستكمل اجراءات الأون لاين مع
زميلي العزيز وباشر باكمال الاجراءات مع شرح توضيحي لي من باب محو الأمية الرقمية
وفي عز الكلام سكت الكلام .....!!!!! فأخبرني زميلي بأن علي انتظار الرد بواسطة
الأيميل لاجابة طلبي وماهي الا ساعات قليلة جائتني رسالة بالايميل تخبرني بضرورة
مراجعة دائرة مراقبة الشركات لتقديم الأوراق وفقا للشروط والأحكام الواردة
بالرسالة !!!!!!
الحقيقة أن انجاز المعاملات الكترونيا
أمر رائع ويحقق الغاية بتسهيل المعاملات وازالة العقبات ولكن ماوجدنه أن الواقع
ليس الكترونيا ولايسهل معاملات ولا يحول دون مراجعتك الشخصية بل أن المعاملة في
الماضي (قبل الأون لاين ) كانت زيارة واحدة كفيلة بانجاز معاملة كالتي ذكرتها وفي
عصر الأون لاين اليوم أصبح أكثر تعقيدا فأصبحنا في حيرة من أمرنا بانجاز المعاملات
وهنا تحضرني قصص الآلهة الأسطورية .
كانت الآلهة عند الحضارات القديمة
نصفها بشري و النصف الآخر من مخلوق آخر الأمر الذي تسبب في عجز الشعوب عن استرضاء
تلك الآلهة المفصومة فلاهي تستجيب حسب طبائع البشر ولا تستجيب وفقا لطبائع
المخلوقات الأخرى ولكنهم بالنتيجة كان عندهم الاههم ويقدمون له القرابين والأضحيات
ويتوسلونه ويضحون بأنفسهم دفاعا عنه ويرجمون أو يحرقون أو يسجنون من ينتقص من عظمة
ذاك الاله الأصم المفصوم ذو الطبيعة المادية المزدوجة .
لابد من تطوير البنية التحتية
الالكترونية وتبسيط الاجراءات بما يحقق الغاية من تعميم المعاملات الرقميه التي
تحقق الكفاءة والسرعة في الانجاز مع الدقه والمهنية بعيدا عن المزاجية والأهواء
الشخصية وسلبيات البيروقراطية .
راجيا من الأخوة في دائرة مراقبة
الشركات أن يتفهموا الحاجات الحقيقية للشركات وطبيعة كل خدمة وكل اجراء وازالة
العقبات التقنية و ادراك المعنى الفعلي والحقيقي لمفهوم الخدمات الالكترونية .