نشر بتاريخ :
20/04/2025
توقيت عمان - القدس
11:12:19 PM
كشفت دراسة حديثة أجريت في جامعة
"وايل كورنيل" للطب بنيويورك عن وجود علاقة محتملة بين حمض اللينوليك،
وهو أحد الأحماض الدهنية الشائعة في زيوت الطهي مثل زيت الذرة وعباد الشمس، وبين
تطور سرطان الثدي الثلاثي السلبية، الذي يُعد من أكثر أنواع سرطان الثدي عدوانية
وصعوبة في العلاج.
ووفقًا للدراسة، فإن حمض اللينوليك،
وهو من أحماض أوميغا-6 الدهنية الأساسية، يرتبط ببروتين يسمى FABP5، والذي يوجد بنسبة عالية في الخلايا
السرطانية. وينتج عن هذا الارتباط تنشيط مسار خلوي يُعرف علميًا باسم mTORC1، وهو مسار حيوي مسؤول عن
تنظيم نمو الخلايا وتكاثرها، مما يساهم في تسريع نمو الأورام السرطانية.
وقد أظهرت التجارب التي أجريت على
الفئران أن الأنظمة الغذائية الغنية بحمض اللينوليك أدت إلى نمو أورام سرطانية أكبر
حجمًا. وعلى الرغم من أن سرطان الثدي الثلاثي السلبية يمثل حوالي 15% من إجمالي
حالات سرطان الثدي، إلا أن ارتفاع معدل انتشاره بين النساء يجعل أي فهم جديد
لأسبابه ذا أهمية كبيرة على صعيد الصحة العامة.
وقد رصد الباحثون أيضًا مستويات مرتفعة
من حمض اللينوليك وبروتين FABP5
في عينات دم مأخوذة من مرضى يعانون من هذا النوع المحدد من السرطان، مما يعزز من
مصداقية العلاقة البيولوجية المحتملة بين النظام الغذائي وتطور المرض.
وفي تعليقه على نتائج الدراسة، صرح
المشرف الرئيسي على البحث، جون بلينيس، قائلًا: "هذا الاكتشاف يساهم في توضيح
العلاقة المعقدة بين الدهون الغذائية وتطور السرطان، وقد يساعد في المستقبل في
توجيه توصيات غذائية شخصية لبعض المرضى الذين يعانون من هذا النوع العدواني من
سرطان الثدي."
وعلى الرغم من أهمية هذه النتائج، أكد
الباحثون على ضرورة الحذر وعدم التسرع في إصدار توصيات غذائية واسعة النطاق أو
إثارة الذعر العام. وشددوا على أن الدراسة الحالية لا تثبت بشكل قاطع أن زيوت
الطهي "تسبب" السرطان، بل تسلط الضوء على دور محتمل لها في ظروف
بيولوجية محددة، خاصة لدى الأفراد الذين قد يكونون أكثر عرضة للخطر.
وأشار الباحثون إلى أن حمض اللينوليك
هو من الأحماض الدهنية الأساسية التي يحتاجها الجسم بكميات معتدلة للحفاظ على صحة
الجلد وبنية الخلايا وتنظيم الالتهابات. ومع ذلك، فإن الإفراط في تناوله، خاصة في
الأنظمة الغذائية الحديثة التي تميل إلى أن تكون غنية بالأطعمة المصنعة وقليلة
بأحماض أوميغا-3 الدهنية المضادة للالتهابات، قد يؤدي إلى اختلال التوازن وزيادة
الالتهاب المزمن، وهو عامل معروف بمساهمته في تطور العديد من الأمراض المزمنة، بما
في ذلك السرطان.
تجدر الإشارة إلى أن دراسات سابقة لم
تتوصل إلى علاقة واضحة بين الاستهلاك العام لحمض اللينوليك وخطر الإصابة بسرطان
الثدي بشكل عام، مما يؤكد أهمية التركيز في هذه الدراسة على النوع الفرعي المحدد
من السرطان (الثلاثي السلبية) والعوامل الفردية مثل وجود بروتينات معينة في
الخلايا السرطانية.
وتنصح جهات علمية مثل "الصندوق
العالمي لأبحاث السرطان" بالاعتدال في استخدام الزيوت النباتية بشكل عام، مع
التأكيد على أن السمنة العامة، وليس نوع الدهون المستهلكة فقط، هي العامل الغذائي
الرئيسي المرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان. ويوصي الخبراء بتبني نظام غذائي
متوازن وغني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والمكسرات، والاعتماد على الزيوت
الصحية مثل زيت الزيتون، كجزء من استراتيجية شاملة لتقليل خطر الإصابة بالأمراض
المزمنة.
الحقيقة الدولية - وكالات