نشر بتاريخ :
20/04/2025
توقيت عمان - القدس
10:30:50 PM
أظهرت نتائج دراسات علمية حديثة أن فعل
التثاؤب لا يقتصر على كونه علامة دالة على الشعور بالنعاس أو الملل، بل يمتد ليصبح
وسيلة للتواصل الاجتماعي المعقد بين الأفراد، وقد لوحظت هذه الظاهرة حتى في بعض
أنواع الحيوانات.
ويُعد انتقال التثاؤب من شخص إلى آخر،
أو ما يُعرف بـ "عدوى التثاؤب"، من أبرز الجوانب اللافتة في هذا السلوك.
فمجرد رؤية شخص يتثاءب أو حتى سماع صوت تثاؤبه قد يحفز لدى الآخرين رغبة تلقائية
في التثاؤب.
ويشير الدكتور تشارلز سويت، الطبيب
النفسي والمستشار الطبي لدى "لينير هيلث"، إلى أن مجموعة من الخلايا
العصبية المتخصصة، تُعرف باسم "الخلايا العصبية المرآتية"، قد تلعب
دورًا محوريًا في تفسير هذه الظاهرة. وتستجيب هذه الخلايا للأفعال التي يلاحظها
الفرد لدى الآخرين، مما يقدم تفسيرًا جزئيًا لآلية انتقال الرغبة في التثاؤب بين
الأفراد.
وفي سياق متصل، كشفت دراسة حديثة عن
نتائج تشير إلى أن مشاهدة الآخرين وهم يتثاءبون قد تساهم في تحسين قدرة الفرد على
اكتشاف التهديدات المحتملة. ويعزز هذا الاكتشاف النظرية القائلة بأن التثاؤب المُعدي
ربما يكون آلية جماعية تطورت لتعزيز حالة اليقظة والانتباه المشترك داخل المجموعة.
وتقدم نظرية أخرى منظورًا تطوريًا
لوظيفة التثاؤب المُعدي، حيث تفترض أنه تطور للمساهمة في تنسيق سلوكيات المجموعة.
ونظرًا لأن التثاؤب يتبع نمطًا يوميًا طبيعيًا، فإنه يمكن أن يُستخدم كإشارة
للانتقال بين الأنشطة المختلفة. وعندما يتثاءب عدد من أفراد المجموعة في وقت
متزامن، فإن ذلك قد يساهم في توحيد نمط النشاط العام بينهم.
وقد قدمت دراسة حديثة أُجريت على
الأسود الإفريقية البرية دعمًا لهذه النظرية، حيث أظهرت أن الأسود التي
"أصيبت" بعدوى التثاؤب كانت أكثر عرضة بمقدار 11 مرة لتقليد حركات
الأسود الأخرى مقارنة بتلك التي لم تتثاءب.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن استجابة
الأفراد لعدوى التثاؤب تختلف. فتشير الدراسات المخبرية إلى أن ما يقرب من 40
بالمئة إلى 60 بالمئة من الأشخاص يتثاءبون عند مشاهدة آخرين يتثاءبون. كما استكشفت
أبحاث أخرى العلاقة بين الاستجابة للتثاؤب المعدي ومستوى التعاطف لدى الأفراد، إلا
أن النتائج في هذا المجال لا تزال غير قاطعة.
وفي المقابل، لوحظ وجود علاقة عكسية
بين التثاؤب المُعدي والسمات السيكوباتية، حيث يميل الأفراد الذين يحصلون على
درجات أعلى في سمات مثل التلاعب والأنانية والبرود العاطفي إلى إظهار استجابة أقل
لعدوى التثاؤب.
وفي الختام، يلخص الدكتور سويت الأمر
بقوله: "في نهاية المطاف، لا يتعلق التثاؤب المُعدي بالشعور بالتعب بقدر ما
يتعلق بالترابط الاجتماعي. إنها طريقة هادئة يستخدمها الدماغ للتواصل والتماهي مع
من حولك من البشر، وفي بعض الأحيان حتى مع الحيوانات الأليفة."
الحقيقة الدولية - وكالات