القسم :
فلسطين - ملف شامل
نشر بتاريخ :
20/04/2025
توقيت عمان - القدس
8:36:54 PM
"تفجير الأقصى".. حلم استراتيجي تطمح الجماعات المتطرفة لتحقيقه لبناء "الهيكل"
لم تتوقف ما تسمى بـ "منظمات
الهيكل" عن تحريضها المستمر على حرق المسجد الأقصى المبارك وتفجيره، في خطوة
تعكس مطامعها وأحلامها بإقامة "الهيكل" المزعوم على أنقاضه.
وتشكل قضية هدم الأقصى وبناء
"الهيكل" مكانه هدفًا استراتيجيًا للجماعات المتطرفة والمستوطنين، الذين
يسعون لتحقيق هذا الهدف باعتباره أهم الأماكن المقدسة بالنسبة للمسلمين والعرب.
وفي مشهد افتراضي خطير، نشرت مواقع
ومنصات عبرية متطرفة مقطع فيديو مُنتَجًا بتقنية الذكاء الاصطناعي، يُظهر عملية
تفجير المسجد الأقصى وحرقه وإقامة "هيكل" مكانه. ويحمل الفيديو عنوان
"العام القادم في القدس"، وهو شعار تقليدي يرتبط بالأوساط الدينية
اليهودية المتطرفة، ويعكس التطلعات المعلنة لبعض الجماعات لإعادة بناء
"الهيكل الثالث" على أنقاض الأقصى.
ويُظهر المقطع، الذي تم إنتاجه بتقنيات
متقدمة تتيح خلق صور ومقاطع شبه واقعية، عملية تفجير قبة الصخرة والمسجد الأقصى،
قبل أن يُستبدل المشهد تدريجيًا بـ "هيكل يُشبه الوصف التوراتي للمعبد
اليهودي القديم".
وتتصاعد حملات التحريض العنصرية التي
تقودها الجماعات المتطرفة ضد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة بشكل غير مسبوق، وسط
تصعيد خطير في وتيرة الاقتحامات وارتفاع أعداد المستوطنين المقتحمين، وأداء طقوس
وصلوات تلمودية في باحاته. ولم يتوقف التحريض العنصري، بل يتفاخر المتطرفون
بالتخطيط لنسف المسجد، في ظل الصمت الدولي والعربي المريب.
وقد تفاخر الإرهابي اليهودي
"يهودا عتصيون" سابقًا بمحاولته تفجير الأقصى، معتبرًا المسجد
"محكومًا عليه بالدمار"، بينما صرح المتطرف "رفائيل موريس"
رئيس عصابة "العودة إلى جبل الهيكل": "سنهدم قبة الصخرة والمسجد
الأقصى بالكامل لإقامة الهيكل.. سوف نتدبر الأمر.. هذه المباني خطأ وفي المكان
الخطأ".
الأقصى في بؤرة الاستهداف
يؤكد المختص في شؤون القدس فخري أبو
دياب أن المسجد الأقصى يقع في بؤرة استهداف ما تسمى "جماعات المعبد"،
التي تسعى إلى تغيير الواقع الديني والتاريخي والقانوني القائم في المسجد.
ويضيف أبو دياب أن "حكومة
الاحتلال أصبحت تعتبر المسجد الأقصى كنيسًا يهوديًا، وليس مسجدًا للمسلمين، وترى
أن الأولوية تكون للاقتحامات والصلوات التلمودية في باحاته". ويرى أن نشر
الجماعات المتطرفة لمقاطع فيديو تُظهر تفجير الأقصى وبناء "الهيكل"
مكانه، دلالة على وجود إجماع داخل كيان الاحتلال وضوء أخضر لما قد يُقدم عليه
هؤلاء بشأن الأقصى.
ويوضح أن "هذه الفيديوهات تُعبر
عن عنصرية وكراهية المتطرفين لهذا المكان المقدس، وأنه يجب إزالته بالقوة عن طريق
التفجير والحرق، ومن ثم إقامة الهيكل مكانه". ويشير إلى أن نجاح أعداد كبيرة
من المستوطنين باقتحام الأقصى في يوم واحد خلال ما يسمى عيد "الفصح"
اليهودي أعطى الجماعات المتطرفة مزيدًا من التشجيع على إمكانية فرض وقائع تهويدية
في المسجد المبارك وتغيير الوضع القائم فيه.
غياب الردود يشجع على التمادي
يؤكد أبو دياب أن غياب أية ردود فعل
عربية وإسلامية ودولية جادة إزاء انتهاك حرمة الأقصى، شجع الجماعات المتطرفة على
التمادي أكثر في عدوانها ومخططاتها التهويدية بشأن الأقصى.
ويشير إلى أن هذه الجماعات تسعى، من
خلال التحريض المباشر على الأقصى، إلى تحقيق مكاسب سياسية عن طريق توظيف النواحي
التوراتية والدينية من أجل إنجاز أهم هدف تسعى إليه، وهو تغيير الوضع القائم
وإقامة "الهيكل" المزعوم. ويبين أن المتطرفين أصبحوا يستخدمون تلك
الفيديوهات التحريضية بهدف تحقيق إنجاز في المسجد الأقصى، ومن ثم البناء على
إنجازات أخرى، كما حققوا مطالباتهم في "زيادة أعداد المقتحمين، وساعات
الاقتحام، وأداء الصلوات الجماعية والسجود الملحمي في المسجد".
ويوضح أن نشر مثل هذه المشاهد
الافتراضية يهدف لجس نبض الشارع العربي والإسلامي، محذرًا من أن "عدم وجود
ردة فعل إزاء أي خطوة تفعلها الجماعات المتطرفة بحق الأقصى، فإن ذلك سيؤدي لاتخاذ
خطوات أخرى ضد المسجد".
ويختتم أبو دياب بتحذير شديد من خطورة
التحريض العنصري على المسجد الأقصى، مطالبًا بالتدخل العربي والدولي العاجل لردع
الجماعات المتطرفة ووقف مخططاتها بحق الأقصى.
الحقيقة الدولية - وكالات