شهدت مؤشرات الأسهم الرئيسية حول العالم، اليوم الاثنين، هبوطًا حادًا وعنيفًا، وذلك مع عدم إبداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أي نية للتراجع عن خططه الشاملة لفرض رسوم جمركية على نطاق واسع.

ويرى المستثمرون أن الخطر المتزايد لحدوث ركود اقتصادي عالمي قد يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر من شهر أيار/مايو المقبل، في محاولة لاحتواء التداعيات السلبية لهذه السياسات الحمائية.

وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنحو 5% في تعاملات متقلبة، في حين تراجعت العقود الآجلة لمؤشر "ناسداك" بنسبة 5.7%، وهو ما يزيد من حدة الخسائر السوقية التي بلغت نحو 6 تريليونات دولار خلال الأسبوع الماضي وحده.

واجتاحت موجة الخسائر العنيفة الأسواق الأوروبية أيضًا، حيث انخفض مؤشر "ستوكس 600" بنسبة 5.3%، وتراجع مؤشر "داكس" الألماني بنسبة مروعة بلغت 9.4%، كما انخفض مؤشر البنوك الأوروبية بنسبة 4.8%. وسجل مؤشر "كاك 40" الفرنسي تراجعًا كبيرًا بنسبة 5.9% ليصل إلى مستوى 6844.96 نقطة، في حين انخفض مؤشر "فوتسي 100" البريطاني بنسبة 5% ليستقر عند 7652.73 نقطة.

وفي آسيا، أنهى مؤشر "نيكي" الياباني تداولات اليوم على انخفاض حاد بنسبة 7.83% عند مستوى 31136.58 نقطة، كما تراجع مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقًا بنسبة 7.79% ليصل إلى 2288 نقطة. وشهدت أسهم هونغ كونغ انهيارًا بنسبة 12% في أسوأ انخفاض لها منذ 16 عامًا، وتراجع مؤشر سوق الأسهم الصينية بأكثر من 7%. كما انخفضت أسهم عملاقي التكنولوجيا الصينيين، "علي بابا" و"تينسنت"، بنسب مذهلة بلغت 17% و12% على التوالي. وفي كوريا الجنوبية، تراجع مؤشر "كوسبي" بنسبة 5.57% إلى 2328 نقطة، فيما أنهى مؤشر "إس آند بي/ إيه إس إكس 200" الأسترالي التداولات على خسائر بنسبة 4.23%.

وقالت إيبك أوزكارديسكايا، كبيرة المحللين في "بنك سويسكوت"، في مذكرة تحليلية: "أينما نظرنا هذا الصباح، نجد أنفسنا أمام حمام دم حقيقي في الأسواق. لقد انخفض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنحو 4% بالفعل، والأسبوع لم يبدأ بعد بشكل فعلي."

وكانت الأسواق الأمريكية قد سجلت أسوأ انخفاض لها منذ انهيار جائحة كوفيد-19 في عام 2020 خلال الأسبوع الماضي، حيث انخفض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 6%، و"مؤشر داو جونز" بنسبة 5.5%، ومؤشر "ناسداك" بنسبة 5.8% عند إغلاق تداولات يوم الجمعة الماضي.

وحذر المستثمر الأمريكي الملياردير بيل أكمان، عبر حسابه على منصة "إكس" يوم الأحد الماضي، من أن ترامب قد أشعل فتيل "حرب اقتصادية نووية" من شأنها أن تلحق أضرارًا جسيمة بالاقتصاد المحلي الأمريكي، وحثه على التراجع الفوري عن هذا المسار الخطير.

ويأتي هذا الانهيار في الأسواق العالمية بعد إعلان الصين، يوم الجمعة الماضي، عن فرض رسوم إضافية بنسبة 34% على السلع الأمريكية المستوردة، وذلك ردًا مباشرًا على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على البضائع الصينية. وقد أكد هذا التبادل التصعيدي للرسوم الجمركية مخاوف المستثمرين المتزايدة من اندلاع حرب تجارية عالمية شاملة ستكون لها تداعيات كارثية على الاقتصاد العالمي برمته.

الحقيقة الدولية - وكالات