نشر بتاريخ :
07/04/2025
توقيت عمان - القدس
7:43:44 PM
فيلادلفيا - طوّر فريق من الباحثين في
كلية طب الأسنان بجامعة بنسلفانيا، بالتعاون مع علماء من فنلندا، علكة طبية مبتكرة
قادرة على تقليل الأحمال الفيروسية في تجويف الفم بنسبة تتجاوز 95%، وذلك في خطوة
واعدة نحو الحد من انتقال العديد من الفيروسات المعدية، بما في ذلك الإنفلونزا
والهربس.
ويعتمد هذا الابتكار الثوري على بروتين
طبيعي مضاد للفيروسات يُعرف باسم FRIL،
يتم استخلاصه من حبوب اللابلاب (Lablab purpureus)،
وهي نبتة استوائية مزهرة تنتمي إلى فصيلة البقوليات. وقد نجح الباحثون في دمج هذا
البروتين الفعال داخل علكة دوائية، أظهرت نتائج واعدة في تحييد سلالات مختلفة من
فيروس الهربس البسيط (HSV-1
وHSV-2)، بالإضافة إلى نوعين
شائعين من فيروس الإنفلونزا A
(H1N1 وH3N2)،
وذلك وفقًا لدراسة حديثة نُشرت في مجلة Molecular Therapy
العلمية المرموقة.
وأوضح فريق البحث، بقيادة البروفيسور
هنري دانييل من كلية طب الأسنان بجامعة بنسلفانيا، أن "استخدام 40 ملليغرامًا
فقط من بروتين الحبوب FRIL
داخل قرص علكة بوزن غرامين يعتبر كافيًا لخفض الحمل الفيروسي في الفم بأكثر من
95%". وأشاروا إلى أن هذه النتيجة المذهلة تماثل ما حققته أبحاث الفريق
السابقة على فيروس كورونا المستجد (SARS-CoV-2)،
والتي لا تزال حاليًا قيد التجارب السريرية لتقييم فعاليتها على البشر.
ولم يقتصر التقدم الذي حققه الباحثون
على الفعالية العالية للعلكة الطبية فحسب، بل شملت الدراسة أيضًا تطوير هذه العلكة
وفق مواصفات دوائية صارمة تتوافق مع المعايير التنظيمية لإدارة الغذاء والدواء
الأمريكية (FDA)، وهو ما يمهد الطريق
بشكل كبير لاستخدام هذا الابتكار الواعد في التجارب السريرية على البشر لتقييم
سلامته وفعاليته على نطاق أوسع.
ويتطلع الفريق البحثي الطموح إلى توسيع
نطاق تطبيق هذا الابتكار ليشمل مكافحة إنفلونزا الطيور، التي لا تزال تشكل تهديدًا
عالميًا متزايدًا. ففي الأشهر الثلاثة الماضية وحدها، أُصيب أكثر من 54 مليون طائر
بفيروس H5N1 في أمريكا الشمالية، كما
سُجلت عدة حالات إصابة بشرية بهذا الفيروس في كل من الولايات المتحدة وكندا، مما
يسلط الضوء على الحاجة الملحة لإيجاد حلول وقائية فعالة.
وفي هذا السياق، يعمل الباحثون حاليًا
على إدخال مسحوق الحبوب المحتوي على بروتين FRIL
المضاد للفيروسات في أعلاف الطيور، وذلك بعد أن أظهرت دراسات سابقة أجراها الفريق
قدرة هذا البروتين على تحييد سلالتي H5N1
وH7N9 من فيروس الإنفلونزا A، وهما السلالتان المسؤولتان عن تفشي
إنفلونزا الطيور في كل من الإنسان والطيور.
ويأتي هذا الابتكار العلمي الهام في
وقت لا تزال فيه العديد من الفيروسات، مثل الهربس والإنفلونزا، تشكل تحديًا
عالميًا كبيرًا للصحة العامة، وذلك في ظل غياب لقاحات فعالة لبعض هذه الفيروسات أو
انخفاض معدلات التطعيم ضد البعض الآخر، مما يزيد من أهمية إيجاد وسائل وقائية
بديلة تستهدف مواضع العدوى الأولية بشكل مباشر – وخاصة في تجويف الفم، الذي يُعتبر
منفذًا رئيسيًا لانتقال العديد من الفيروسات المعدية.
الحقيقة الدولية - وكالات