نشر بتاريخ :
27/11/2024
توقيت عمان - القدس
9:41:53 PM
داخل
متجر فسيح تحت الأرض قرب مطار هونغتشياو في شنغهاي، يتجول المتسوقون بين ممرات تعج
بسلع من أشهر العلامات التجارية الفاخرة في العالم، مثل لويس فيتون وديور وغوتشي.
لكن
على النقيض من المتاجر البراقة في قلب المدينة، فإن المنتجات المعروضة هنا ليست
جديدة. فقد كُتب على إحدى اللافتات: «هنا منتجات جاهزة للهدايا... ومعظمها
بعبواتها الأصلية».
ويقدم
متجر «زير» ZZER نفسه
كوجهةٍ تقليدية لسوق مزدهرة عبر الإنترنت للسلع الفاخرة المستعملة، في وقت تواجه
فيه هذه الصناعة ضغوطاً متزايدة بعد فترة من النمو المطرد.
وأعلنت
بالفعل كبرى شركات السلع الفاخرة العملاقة، مثل ريشمونت (مالكة كارتييه)، وكرينج
(الشركة الأم لغوتشي)، ومجموعة «إل في إم إتش» عن انخفاض مبيعات الربع الثالث في
منطقة آسيا والمحيط الهادئ باستثناء اليابان.
حيث
تُسيطر الصين على السوق. وصرح نيكولاس بوس، الرئيس التنفيذي لشركة ريشمونت، بأن
ركود الاستهلاك الصيني «يبدو أنه اتجاهٌ سيمتد على المدى المتوسط إلى الطويل»،
بينما حذّرت كرينج من أن أرباحها قد تنخفض إلى نحو النصف العام الجاري.
مع
تنامي المخاوف الاقتصادية في الصين وتزايد القلق بشأن الطلب على السلع الفاخرة
الجديدة، تظهر دلائل قوية على ازدياد الإقبال على السلع المستعملة.
ففي
سبتمبر الماضي، استحوذت مجموعة تشوان تشوان، وهي متجر إلكتروني للسلع المستعملة،
على منصة هونغبولين المتخصصة في إعادة بيع السلع الفاخرة.
وبشكل
عام، تجاوز حجم سوق السلع المستعملة تريليون يوان (138 مليار دولار) في عام 2020،
مقارنة بـ300 مليار يوان فقط في عام 2015، وفقاً لتقرير صادر عن شركة الاستشارات
فروست آند سوليفان وجامعة تسينغهوا.
وعلى
الرغم من نقص البيانات الحديثة حول سوق السلع الفاخرة المستعملة، فقد ازداد عدد
مستخدمي المنصات الإلكترونية مثل «ZZER» و«Xianyu»، حيث تتيح لهم هذه المنصات فرصة إعادة بيع
سلعهم الفاخرة مقابل عمولة.
ويقول
متجر «زير» في شنغهاي، الذي افتُتح في عام 2022، إنه يستقبل 5000 منتج جديد
يومياً، مما يُبرز الكم الهائل من الحقائب والملابس الفاخرة المتداولة في البلاد.
أما على منصة Xianyu،
فينخرط المستخدمون في مساوماتٍ شديدة، مما يشير إلى زيادة حساسية المستهلكين
للأسعار.
وأوضح
جاكوب كوك، الرئيس التنفيذي لمجموعة التسويق «دبليو بي آي سي» ومقرها بكين، أنه
يوجد «اهتمام متزايد بالسلع الفاخرة المستعملة كبديل اقتصادي» خلال جائحة
كوفيد-19، بسبب الضغوط الاقتصادية وقيود السفر التي منعت الناس من شراء السلع من
الخارج. وأضاف: «ما زلنا نواجه ضغوطاً اقتصادية حتى بعد الجائحة».
وقالت
لي، التي تبلغ من العمر 28 عاماً خلال تسوقها في متجر «زير» إنها في زيارة لشنغهاي
قادمة من شيان، مشيرة إلى أن «الأشخاص مثلنا، الذين ينتمون إلى الطبقة المتوسطة
ويتقاضون راتباً بحدود 10 آلاف يوان شهرياً، يترددون كثيراً في شراء السلع
الفاخرة، وربما نفضل توفير المال».
وبينما
يبحث المشترون المهتمون بالأسعار مثل لي عن عروض، يبحث آخرون عن منتجات فخمة
يمكنها «الاحتفاظ بقيمتها أو حتى زيادتها»، بحسب مارك تانر، المدير الإداري لوكالة
التسويق «تشاينا سيكيني» ومقرها شنغهاي. وأشار تانر إلى أن المشترين الصينيين
للسلع الفاخرة المستعملة يفضلون «أكثر المنتجات رقياً في السوق».
وفي
متجر «زير»، تُعرض حقيبة من لويس فيتون بسعر 4,762 يواناً، مقارنة بسعرها الأصلي
البالغ 14,300 يوان. وعلى بعد أميال قليلة في الحي الفرنسي بشنغهاي، تركز العديد
من المتاجر على بيع الحقائب المستعملة، حيث يعرض أحد المتاجر حقيبة من شانيل تعود
لعام 2014 تقريباً بسعر 35,800 يوان، مقارنة مع سعرها الأصلي البالغ 41,000 يوان.
وكما
هي الحال مع سوق السلع الفاخرة الموازية المتميزة التي تعتمد على منتجات جديدة
مستوردة من الخارج، يشكك البعض في أصالة المنتجات المعروضة. ويتيح تطبيق «زير»
للمستخدمين عرض السلع بأسعار يحددونها ولديه نظام مصادقة خاصة به.
وبالنسبة
إلى لي، كانت هذه أول زيارة لها لمتجر للسلع المستعملة، وقالت إنها اكتشفته عبر
تطبيق التواصل الاجتماعي الصيني«شياو هونغشو». وقالت: «هذا لا يعني أنني لا أستطيع
كلياً تحمل تكلفة السلع الفاخرة، ولكنني أعتقد أن القيمة مقابل المال هنا عالية
جداً. وإذا افتُتح متجر مثل هذا في شيان، ربما سأزوره بعد العمل». وأضافت: «لم يكن
هذا النوع من نماذج الأعمال متاحاً قبل الوباء.».
وأشار
كوك إلى أن سوق السلع المستعملة «تستنزف الطلب» على المنتجات الجديدة ويمكن أن
«تضر بقيمة العلامة التجارية». ومع ذلك، أكدت فيديريكا ليفاتو، الشريكة في شركة
باين التي ترأس قسم السلع الفاخرة والأزياء العالمية، أنها على الأقل تجذب العملاء
الذين لم يسبق لهم شراء منتجات فاخرة. وقالت «هذا يكشف أن شريحة كبيرة من السكان
لديها الرغبة في شراء هذه المنتجات».
وفي
وسط متجر شنغهاي، بجوار حقائب يد من هيرميس وشانيل، قالت امرأة إنها سمعت عن
المتجر بعد أن باعت صديقتها بعض السلع هناك. وأشار أحد بائعي المتجر إلى قميص،
قائلاً إن بعض السلع «لم تُلبس من قبل».
كما
يجتذب متجر «زير» في شنغهاي عملاء دوليين يبحثون عن عروض. وقال كونور ماكليرنين،
27 عاماً، وهو أسترالي يزور شنغهاي، «لا يوجد متجر كهذا في المكان الذي نعيش فيه،
أو يُقارن بهذا المستوى».
وكالات