الحقيقة الدولية - قال الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور نضال أبو زيد إن المعادلة التي عمل عليها محور المقاومة منذ البداية كانت واضحة جداً، وهي وحدة الساحات يوازيها استقلال الجبهات، لأن كل جبهة مرتبطة بظروف خاصة فيها، مشيراً إلى أن حزب الله مرتبط بإطار دولة على عكس حركة حماس في قطاع غزة التي تعرف بأنها "لاعب خارج إطار الدولة"، مضيفاً بأن الحزب لديه ظروف تحكم علاقته ومسيرته مع المقاومة.

وأضاف أبو زيد لبرنامج " واجه الحقيقة " مساء الاربعاء أن ما كان يقدمه حزب الله ليس قتالاً بالنيابة عن غزة؛ بل كان يسند العمليات العسكرية في قطاع غزة من خلال إشغال جزء كبير من قوات الاحتلال في العمليات العسكرية، مبيناً ان ما عملت عليه "إسرائيل هو عكس هذه المعادلة من خلال تبريد الجبهات وفصل الساحات، مبيناً أنها نجحت في فصل الساحات لكنها لم تنجح في تبريد الجبهات، مؤكداً أنه موازين الربح والخسارة لا تقاس بعدد المنازل التي هدمت والأضرار الناتجة عن الحرب؛ بل إن الحساب في المستوى الاستراتيجي.

وبين أبو زيد أن المتضرر من هذه الحرب هو لبنان؛ لكن من كسب الحرب هو حزب الله، مضيفاً أن خسائر الاحتلال من واجهة لبنان فقط منذ بداية الحرب بلغت 56 مليار دولار، مبيناً ان الاحتلال أرهق سياسياً وعسكرياً.   

بدوره قال الباحث في العلاقات الدولية حازم عياد إن توقيت وقف إطلاق النار مع الاحتلال يعد مناسباً لحزب الله في ظل وجود أزمة في داخل "إسرائيل" والمعسكر الأمريكي "الإسرائيلي" وفي ظل مرحلة انتقالية لدونالد ترامب، إضافة إلى أن يد الحزب هي العليا من خلال قصف تل أبيب بشكل يومي، مشيراً إلى أن نتنياهو ذهب إلى وقف إطلاق النار بجزء منه بجافع شخصي؛ لأن فرنسا قبلت طلبه بضمانها أنها لن تقبض علناً على نتنياهو.

وأشار عياد أن "الإسرائيلي" سيفاجأ خلال الأيام القادمة أن ما حدث هو العودة ما قبل الثلاثين من أيلول وذلك بالعودة إلى قواعد الاشتباك السابقة من خلال اشتباكات محدودة، وهذا يعني بأن نتنياهو فشل في فصل الساحات،

 وبين ان حركة حماس تحاول أن توجه رسالة للجلوس والتفاوض، مضيفاً أن الاحتلال لن يوقف هذه الحرب لأنه لم يستطع أهدافه وسيضطر للانسحاب من القطاع، مؤكداً أن الأمر ذاهب إلى مزيد من التعقيد في المرحلة المقبلة.