الاحتلال يفرج عن 7 معتقلين من الهلال الأحمر صحة غزة : 6 مجازر ضد العائلات في مناطق متفرقة بالقطاع وصل منها للمستشفيات 62 شهيدا مجلس الأعيان يقر مشروع قانون العفو العام كما ورد من النواب الربط الكهربائي الأردني العراقي سيدخل الخدمة السبت المقبل 7.726 مليون اشتراك خلوي حتى نهاية الربع الرابع من العام الماضي الأعيان يناقش اليوم مشروع قانون العفو العام حزب الله يستهدف موقع ‏رويسات العلم وجنود العدو في محيط مستعمرة شتولا بقذائف المدفعية دراسة: البشر ينقلون فيروسات إلى الحيوانات أكثر مما نلتقط منها عالمة روسية: جٌلّ الأبحاث الغربية مجرد أكاذيب علماء أميركيون على وشك التوصل لعقار يغنيك عن الرياضة فلوريدا تحظر إنشاء حسابات للأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي 32552 شهيدا و74980 مصابا من جراء العدوان على غزة لعبة مخفية في رسائل "إنستغرام" 44.40 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية الأردن و بريطانيا يبذلان جهودًا مشتركة لإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة

القسم : بوابة الحقيقة
اختيـــار الطلبـــة لدراســـة الطــــب
نشر بتاريخ : 1/20/2018 3:09:29 PM
الدكتور فايز أبو حميدان

بقلم: الدكتور فايز أبو حميدان

من المتعارف عليه ان اختيار طلبة التوجيهي لدراسة الطب يتم في أكثر الأحيان وفق معيار واحد وهو المعدل العام لشهادة الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي) وهو ما يسمى باللاتينية " Numerus clausus "، وبعض الحالات يتم ذلك بحصولهم على مِنَح دراسية لها علاقة بالديوان الملكي الهاشمي العامر أو مهنة الابوين التي لها علاقة بالوظائف الحكومية فمن خلالها يحصل الأبناء على مكارم الجيش والمعلمين وهناك منح دراسة مرتبطة بمناطق السكن النائية أو الأقل حظاً كمكارم المخيمات، وأحياناً أخرى قد يلتحق الطلبة بدراسة الطب وفق النظام الموازي أي ان أهل الشاب يتكفلون بدفع نفقات التعليم الباهظة الثمن والتي تتعدى في بلادنا الكثير من دول العالم.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل أسس الاختيار والقبول الجامعي صحيحة وتكفل تخريج أطباء ذو كفاءة علمية ويتحلون بأخلاقيات طبية حسنة وملائمة لمهنة إنسانية ﻭﺃﺨﻼﻗﻴﺔ ﻭﻋﻠﻤﻴﺔ كهذه؟ أم انه يتوجب علينا مراعاة عوامل وضوابط وأسس أخرى فيما يخص مسألة القبول الجامعي لطلبة الطب ؟؟!

نحن نعترف بوجود أطباء بكفاءة عالية في بلادنا ويتحلون بأخلاق حميدة، ولكن يجب أن لا يكون التحصيل العلمي في شهادة الدراسة الثانوية العامة هو العامل الحاسم لاختيار طلبــــة الطب واعتباره شرطاً اساسياً لقبـــولهم الجامعي.

ونظراً لأهمية هذا الموضوع فإنه لا يزال يُناقش في دول كثيرة من العالم والسبب في ذلك هو حرمان بعض الناس من دراسة الطب علماً بوجود مؤشرات تُنبئ بمستقبل طبي وانساني زاهر لهم، ولكن ثمة عوامل مختلفة شكلت عائقاً لالتحاقهم بالجامعات لدراسة الطب وعدم قبولهم منها معدل التوجيهي أو الوضع المالي أو أسس الاختيار الغير مناسبة لوضع الطالب، وبمراجعة تجارب بعض الدول في هذا المجال نجد في ألمانيا والنمسا مثلاً لا يتم اتخاذ معدل التوجيهي معياراً للقبول الجامعي لدراسة الطب العام فحسب بل يتم اجراء اختبارات تحريرية و شفوية، واجراء مقابلات مع الطلبة لمعرفة اسباب اختيارهم لدراسة الطب ومزاولة هذه المهنة، حيث تتم هذه المقابلات بقصد التعرف على المستوى المعرفي لديهم حول هذه المهنة وتقييم شخصياتهم ومناقشتهم في خبراتهم ومهاراتهم المكتسبة من أعمال سابقة ومدى ملائمتهم لدراسة هذا الاختصاص ومزاولة هذه المهنة مستقبلاً، وبعد الاختيار يتوجب على هؤلاء الطلبة في ألمانيا مثلاً العمل التطوعي لعدة أشهر والذي قد يستمر لمدة سنة كاملة، وذلك من خلال العمل كمساعد ممرض في مستشفى أو مركز صحي أو العمل على رعاية كبار السن في دور المسنين أو الانتظار لمدة سنتين أو ثلاثة ودخول معهد لتعلم التمريض أو الإنقاذ والاسعاف إذا كان معدل التوجيهي متدني، فمثل هذا الاجراء يساعد على تحسين وتنمية المعرفة الاكاديمية، الى جانب التعرف على طبيعة المهنة التي سيختارها الطالب والصعوبات والعقبات التي قد يواجهها خلال مسيرة حياته العملية والمهنية، كما ويزرع بداخله روح التواضع وينمي المعاني الإنسانية النبيلة التي يجسدها في رعاية المرضى ومساعدتهم، كما وتجعله يرتقي في أسلوب تعامله مع الناس سواءً كان مع المرضى أو مع زملائه من الأطباء أو غيرهم من العاملين في الحقل الصحي.

هذا وقد اجبرت المحكمة الالمانية العليا الجامعات على اعطاء مقاعد دراسية حسب معدل التوجيهي فقط لــــ 40% من الطلبة و50% وفق أسس تنافسية واضحة والمتبعة بنظام المقابلات والامتحان الطبي، و10% للطلبة الاجانب دون رسوم جامعية. أما في فرنسا فيستطيع أي طالب توجيهي دراسة الطب لكن بعد قيامه بدراسة تدعي PACES لمدة سنة كاملة تشمل الطب وطب الاسنان والصيدلة، ومن ينجح في هذا الاختبار يتم قبوله في كلية الطب ويتخطى هذا الفحص حوالي 20% من الطلبة فقط.

ان المطلوب هنا السعي لإيجاد حوار مسؤول بهدف تطوير اسس اختيار الطلبة للالتحاق بدارسة الطب وذلك بمشاركة الفئات المعنية والمتخصصة من الجامعات والمؤسسات الطبية والحكومية والتعليمية ووضع خطط جديدة أكثر عدلاً في اختيار الطلبة الأـكثر كفاءة للدخول في هذا الاختصاص العلمي الحساس.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023