القسم : مقالات مختاره
نعم لاعادة بيت الفن
نشر بتاريخ : 10/8/2017 8:10:26 PM
د. حسين العموش



د. حسين العموش

فرحنا بتأسيس بيت للفن في امانة عمان الكبرى باعتباره تأسيسا للدور الثقافي المطلوب من البلديات والامانة، لكننا تفاجأنا بالغاء بيت الفن ووضع مقتنياته الثمينة ذات القيمة التراثية الكبيرة في المستودعات .

الدور الثقافي الذي تنهض به امانة عمان الكبرى دور كبير ومؤثر، خاصة في السنوات الاخيرة، نتفهم ان الفعل الثقافي يحتاج الى اموال ومصروفات، ونتفهم ان موازنة الامانه لم تسعفها في الاستمرار بهذا الدور الذي كان قريبا من قوة وتأثير دور وزارة الثقافة .

بلديات المدن في المحافظات في مختلف دول العالم تناط بها الادوار الثقافية للمحافظة على ثقافة وروح المدينة، غير ان خصوصية كل بلد يقف خلف مدى ومستوى الاهتمام بالدور الثقافي من بلد الى اخر .

بلديات المملكة وخاصة بلديات المحافظات لا تزال غائبة تماما عن الدور الثقافي وعن الفعل الثقافي، وهو غياب غير مبرر، حجة البلديات هي المخصصات المالية، ومعروف ان البلديات منهكة ماليا، وبالكاد تستطيع دفع رواتب موظفيها .

الفعل الثقافي في كل محافظة يحتاج الى تفاعل من القطاع العام والقطاع الخاص فضلا عن منظمات المجتمع المدني، والهيئات والمنظمات العاملة في كل محافظة .

ايضا المنظمات الثقافية البعيدة عن التمويل الاجنبي لا تستطيع ان تفي بالتزاماتها المالية، ما يعني ان العمل الثقافي سيبقى قاصرا عن مواكبة الحالة الثقافية في الوطن، وهي حالة مبشرة وممتازة ، لكنها تحتاج الى تأطير وتنظيم .

الغاء بيت الفن ليس هو الحل، البحث عن تمويل من القطاع الخاص هو الحل، اما المقتنيات الموجودة في المستودعات العائدة لبيت الفن فيجب ان لا تبقى في المستودعات، ولعل الافضل هو اعادة افتتاحه خاصة وان الكوادر العاملة في بيت الفن موجودة ، ولديها الخبرة الكافية لاعادة الامور الى نصابها الصحيح .

مطلوب من البلديات ايضا ان تنهض بالدور الثقافي، فإشغال الشباب والبحث عن المواهب الشابة، وتدريبها وتأهيلها ثم تقديمها للمجتمع المحلي هو الحل المنطقي الذي يصنع الشاعر والروائي والقاص .

في دول اخرى تدفع ملايين الدولارات لصناعة موهبة ثقافية، لكننا في الوطن غير مستعدين ان ندفع حفنة دنانير لدعم شاعر او روائي او قاص .
الثقافة هي روح البلد وقيمتها، وهناك دول كبرى تدفع الملايين لتأسيس وايجاد اسباب ثقافية وحضارية. 


عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023