البنتاغون: سفن أمريكية بدأت بناء المراحل الأولى من ميناء مؤقت بغزة صحيفة أمريكية: (إسرائيل) قصفت مواقع إغاثة غربية بعد إخطار الجيش بها قوات الاحتلال تقتحم عزون وجيوس وتداهم منازل تحذير من "العفو الدولية" لبريطانيا بشأن تصدير الأسلحة إلى (إسرائيل) مستعمرون يقتحمون منطقة الكرمل الأثرية في يطا واشنطن: تصريح نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست تدخلا بشؤوننا شهداء وجرحى في غارات للعدو على غزة واستشهاد صياد في رفح وزير إرهابي صهيوني يدعو الموساد لاغتيال قيادات حماس وإبادة قطاع غزة بالكامل الاحتلال يعتقل شابين من بلدة قباطية جنوب جنين الاحتلال يعتقل ثلاثة مواطنين من مخيم الجلزون استقالة متحدثة باسم الخارجية الأميركية احتجاجا على سياسة واشنطن بشأن غزة 34.356 شهيدا و77368 إصابة جراء العدوان على غزة مدرب الجزيرة: عودة مبخوت ورمضان مكسب لنا مصرع وإصابة 36 شخصا إثر اندلاع حريق كبير فى فندق شرقى الهند ميتا تعتزم زيادة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي

القسم : بوابة الحقيقة
الاشاعات الأرقام والحقائق في الطب
نشر بتاريخ : 5/6/2017 11:34:26 AM
الدكتور فايز أبو حميدان
 
بقلم: الدكتور فايز أبو حميدان

جلس الى جانبي في رحلتي من دبي الى بانكوك وعندما عرف أنني طبيب استرسل في الحديث عن دواعي سفره فهو يعاني من ورم خبيث وكان على ثقة تامة بالشفاء على أيدي أشخاص سيُعالجونه بطرق الطب البديل مستنكراً أهمية الطب الحديث وعندما أطلعني على نتيجة فحص الأنسجة والذي كان يحتفظ به في ملف كبير تبين لي بأن إمكانية شفاء هذا الرجل من الناحية الطبية مستحيلة فلديه خلايا سرطانية خبيثة جداً ومنتشرة في أماكن متعددة من جسمه.

ولكنه كرر لي في حديثه بأن صديق ابن عم له أخبره بمقدرة المركز المتجه إليه علاج حالات مستعصية جداً وعند مراجعتي لأوراق ذلك المركز لاحظت أيضاً البراعة والمهارة في الدعاية والاعلان والترويج لذلك المركز غير الطبي، والذي يستغل طرق العلاج البديل لتحقيق فوائد ومكاسب مادية.

لماذا يسلم الانسان بالإشاعات والاخبار أكثر من الحقائق والأرقام العلمية ؟! نعلم جميعاً بأن هناك حالات نادرة في الطب تكون نتائجها إيجابية بعكس توقعات الأطباء،  ولكن هذه الحالات نادرة ولا تنطبق على جميع المرضى.

ففي مجال اختصاصي بالتحديد اسمع الكثير وخاصة عن نسب الحمل بعد الخضوع لعلاجات العقم المتعددة والتي لا تتجاوز 30% في العادة، وهذا يعود الى أسباب موضوعية بيولوجية ووراثية وليس لسوء اختيار طرق العلاج ولا لخبرة الأطباء ومستوى تعليمهم، ويعلن البعض عن نسب نجاح العلاج وقد تصل إلى 80% وأكثر، ان مثل هذا التصرف من قبل بعض الزملاء يعمق ظاهرة عدم الثقة بالطبيب والعلاج بشكل عام ويشوش أفكار الناس ويسيء لهم.

فالمعرفة في علوم الرياضيات والاحصائيات ضرورية وخاصة في فهم العلاقة بين العلاج ونسب النجاح وامكانيات حدوث الضرر الناتج عن المضاعفات أو غيرها، وهذا ما يحدد إمكانية الشفاء والدقة في اختيار الطرق المُثلى لعلاج المرضى بل ويساعد المريض على اختيار الطريقة المناسبة له . بل ويوجد أبحاث علمية استطاعت ان تثبت بأن الأشخاص الذين يجيدون التعامل مع الأرقام والاحصائيات لديهم إمكانية وقدرة أفضل على الشفاء، إذ يظهر هذا جلياً لدى مرضى السكري فالذي يفقه بالأرقام وحساب نسبة السكر في الدم يستطيع السيطرة أفضل على وضعه الصحي، وينطبق هذا أيضاً على مرضى الجلطات القلبية ومرضى غسيل الكلى...... الخ.

إننا نعلم بأن الأمور تأخذ طابعاً عاطفياً عندما يكون للمرض تبعات نفسية متعددة، وهذا ربما يعيق التفكير العملي للإنسان وخاصة اذا أصاب المرض أحباء له. يضاف إلى ذلك عامل الوقت والخوف اللذان قد يؤديان إلى عدم مراعاة الأرقام والتشبث بأي ذرة من الامل للشفاء، وخاصة في حال ارتباط المرض بحالة الحياة أو الموت.

أثبتت بعض الدراسات بأن النساء أكثر واقعية من الرجال في فهم احصائيات العلاج، ولكن الأسباب لهذا غير معروفة وذلك خلافاً لما هو متعارف عليه مجتمعياً بأن طبيعة المرأة تميل إلى العاطفة أكثر.

ان للإحصائيات طعمٌ مُرّ المذاق على النفس أحياناً وربما مُحبِط في بعض الأحيان، ولكن المعرفة الجيدة للأرقام تُجنبنا العواقب الوخيمة الناتجة عن سوء الفهم وتعمق لدينا الثقة بالفريق المعالج وتساعد كثيراً في اختيار الطرق الصحيحة والمناسبة للعلاج.
ولكن الأهم من هذا كله ليس فقط إيصال الإحصائيات والأرقام للمريض انما كيفيه إيصالها للمرض ولذويه بصورة جيدة وشفافة ولطريقة التوضيح هنا أهمية خاصة.

كما ويجب علينا زيادة وعي المواطنين للتمييز بين الاشاعات الكاذبة وبين الحقائق الطبية، وهنا يتوجب على الجهات الرقابية الحكومية ضبط هذه الأمور وتطوير ما يعرف بالسجلات الوطنية لتوثيق نتائج العلاج ومقارنتها.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023