إعلام عبري: مقتل 3 جنود وإصابة 2 في استهداف سيارة عسكرية في جباليا زراعة جرش تطلق المدرسة الحقلية الرابعة بكفرخل كلية التمريض في جامعة جرش تحتفل بأداء قسم المهنة لطلبتها المتوقع تخرجهم تدريبات "النشامى" دون إنارة في مسقط قبل المواجهة الحاسمة أمام عٌمان رونالدو يوجه رسالة تهنئة لنجوم بلاده مندوبا عن الملك وولي العهد...العيسوي يعزي آل خزنة كاتبي الف مبروك لـ احمد ابو الهيجاء ومحمد ابو خاروف ولي العهد لخريجي الكلية الجوية: بكم ستزهو سماء الأردن الغالي القضاة ينفي حضوره غداء الاوقاف بمكة الذي انسحبت منه البعثة الاعلامية مجهول يضع حفاضة طفل على رأس رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في مقهى الحملة الأردنية و"الخيرية الهاشمية" توزعان وجبات في محافظات غزة انتهاء المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول إذاعة "يوم القيامة" تخرج إلى الأثير برسائل غامضة! منحة للموظفين السوريين بقيمة 500 ألف ليرة بمناسبة عيد الأضحى الملك يتقبل أوراق اعتماد عدد من السفراء في قصر بسمان الزاهر

القسم : بوابة الحقيقة
الاشاعات الأرقام والحقائق في الطب
نشر بتاريخ : 5/6/2017 11:34:26 AM
الدكتور فايز أبو حميدان
 
بقلم: الدكتور فايز أبو حميدان

جلس الى جانبي في رحلتي من دبي الى بانكوك وعندما عرف أنني طبيب استرسل في الحديث عن دواعي سفره فهو يعاني من ورم خبيث وكان على ثقة تامة بالشفاء على أيدي أشخاص سيُعالجونه بطرق الطب البديل مستنكراً أهمية الطب الحديث وعندما أطلعني على نتيجة فحص الأنسجة والذي كان يحتفظ به في ملف كبير تبين لي بأن إمكانية شفاء هذا الرجل من الناحية الطبية مستحيلة فلديه خلايا سرطانية خبيثة جداً ومنتشرة في أماكن متعددة من جسمه.

ولكنه كرر لي في حديثه بأن صديق ابن عم له أخبره بمقدرة المركز المتجه إليه علاج حالات مستعصية جداً وعند مراجعتي لأوراق ذلك المركز لاحظت أيضاً البراعة والمهارة في الدعاية والاعلان والترويج لذلك المركز غير الطبي، والذي يستغل طرق العلاج البديل لتحقيق فوائد ومكاسب مادية.

لماذا يسلم الانسان بالإشاعات والاخبار أكثر من الحقائق والأرقام العلمية ؟! نعلم جميعاً بأن هناك حالات نادرة في الطب تكون نتائجها إيجابية بعكس توقعات الأطباء،  ولكن هذه الحالات نادرة ولا تنطبق على جميع المرضى.

ففي مجال اختصاصي بالتحديد اسمع الكثير وخاصة عن نسب الحمل بعد الخضوع لعلاجات العقم المتعددة والتي لا تتجاوز 30% في العادة، وهذا يعود الى أسباب موضوعية بيولوجية ووراثية وليس لسوء اختيار طرق العلاج ولا لخبرة الأطباء ومستوى تعليمهم، ويعلن البعض عن نسب نجاح العلاج وقد تصل إلى 80% وأكثر، ان مثل هذا التصرف من قبل بعض الزملاء يعمق ظاهرة عدم الثقة بالطبيب والعلاج بشكل عام ويشوش أفكار الناس ويسيء لهم.

فالمعرفة في علوم الرياضيات والاحصائيات ضرورية وخاصة في فهم العلاقة بين العلاج ونسب النجاح وامكانيات حدوث الضرر الناتج عن المضاعفات أو غيرها، وهذا ما يحدد إمكانية الشفاء والدقة في اختيار الطرق المُثلى لعلاج المرضى بل ويساعد المريض على اختيار الطريقة المناسبة له . بل ويوجد أبحاث علمية استطاعت ان تثبت بأن الأشخاص الذين يجيدون التعامل مع الأرقام والاحصائيات لديهم إمكانية وقدرة أفضل على الشفاء، إذ يظهر هذا جلياً لدى مرضى السكري فالذي يفقه بالأرقام وحساب نسبة السكر في الدم يستطيع السيطرة أفضل على وضعه الصحي، وينطبق هذا أيضاً على مرضى الجلطات القلبية ومرضى غسيل الكلى...... الخ.

إننا نعلم بأن الأمور تأخذ طابعاً عاطفياً عندما يكون للمرض تبعات نفسية متعددة، وهذا ربما يعيق التفكير العملي للإنسان وخاصة اذا أصاب المرض أحباء له. يضاف إلى ذلك عامل الوقت والخوف اللذان قد يؤديان إلى عدم مراعاة الأرقام والتشبث بأي ذرة من الامل للشفاء، وخاصة في حال ارتباط المرض بحالة الحياة أو الموت.

أثبتت بعض الدراسات بأن النساء أكثر واقعية من الرجال في فهم احصائيات العلاج، ولكن الأسباب لهذا غير معروفة وذلك خلافاً لما هو متعارف عليه مجتمعياً بأن طبيعة المرأة تميل إلى العاطفة أكثر.

ان للإحصائيات طعمٌ مُرّ المذاق على النفس أحياناً وربما مُحبِط في بعض الأحيان، ولكن المعرفة الجيدة للأرقام تُجنبنا العواقب الوخيمة الناتجة عن سوء الفهم وتعمق لدينا الثقة بالفريق المعالج وتساعد كثيراً في اختيار الطرق الصحيحة والمناسبة للعلاج.
ولكن الأهم من هذا كله ليس فقط إيصال الإحصائيات والأرقام للمريض انما كيفيه إيصالها للمرض ولذويه بصورة جيدة وشفافة ولطريقة التوضيح هنا أهمية خاصة.

كما ويجب علينا زيادة وعي المواطنين للتمييز بين الاشاعات الكاذبة وبين الحقائق الطبية، وهنا يتوجب على الجهات الرقابية الحكومية ضبط هذه الأمور وتطوير ما يعرف بالسجلات الوطنية لتوثيق نتائج العلاج ومقارنتها.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023