بقلم: الدكتور فايز أبو حميدان
كثير من الناس يرغبون البدء بالعمل في وقت متأخر ويتشوقون لنوم ساعة اضافية لولا هذا التقليد البريطاني الألماني منذ عشرات السنين والذي كان يهدف الى توفير الطاقة وتوزيعها بشكل مُجدي، ولكن بعد أكثر من مئة عاماً رافقها تطورات كثيرة في مجال الإضاءة وتوزيع الطاقة أصبح هذا التقليد ثانوي وغير مهم فالاستخدام الأساسي للطاقة يتم عبر الصناعة والزراعة بالشكل الأساسي وليس الإضاءة.
ومنذ زمن طويل يناقش أخصائيو الإضاءة والطب الجوانب السلبية لتغيير الوقت صيفاً وشتاءً وتأثيره الخاص على الشباب والأطفال فمستوى التركيز الصباحي في المدرسة يصبح محدوداً مما له أثار سلبية على النتائج المدرسية وامكانية التركيز يضاف الى ذلك الازعاج المقلق الذي يصيب معظم الناس والناتج عن متابعة الهاتف النقال والذي لا يتم اغلاقه ليلا مما يؤدي الى إعاقة النوم.
ففي أحدث الدراسات العلمية حول تغيير التوقيت والصادرة من بوسطن في أمريكيا استطاعت أن تثبت بأن نسبة الاجهاضات ترتفع نتيجة تغيير الوقت، وهذا كان نتيجة بحث أجري على 1600 امراة أجري لهن عمليات تلقيح اصطناعي، وقد تبين ارتفاع في نسبة الاجهاضات لدى السيدات اللواتي تلقن اجنة في فترة تغيير التوقيت.
كما أن الهرمونات تلعب هنا دوراً هاماً ونخص بالذكر هرمون الميلاتونين "Melatonin " والذي يتحكم في الإضاءة والنوم والنهوض وتأثير هذا على جسم الانسان.
كما صدرت دراسة ألمانية من جامعة ميونخ توضع علاقة تغيير الوقت مع حرارة الجسم وعلاقته بالنوم مما يغير الساعة البيولوجية للإنسان وهذا يؤدي الى ظهور حالات من التعب وعدم التركيز وازدياد في أمراض الشرايين والقلب وفي أمراض نفسية متعددة ناتجة عن الإرهاق. كما أثبتت دراسة من فنلندا بأن تغيير الوقت يزيد من نسبة جلطات الدماغ خاصة عند النساء وكبار السن.
ونتيجة لاضطرابات النوم وزيادة نسبة الامراض العصبية الناتجة عن تغيير الساعة هناك تأثير أخر على كيفية تعاطي الادوية عند أصحاب الامراض المزمنة وخاصة عند تناول مانع الحمل وهذا قد يؤدي الى اضطرابات في الدورة الشهرية للمرأة.
وينصح علماء الصحة العامة بأن يتعود الانسان على النهوض التدريجي صباحاً ولمدة تستمر عدة أسابيع مما يعطي الجسم فرصة للتكيف على الوضع الجديد كما ينصح ممارسة الرياضة صباحاً مما يساعد على التغلب على النعاس وعدم التركيز.