وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الخميس 18 – 4- 2024 اعتصام أمام البرلمان البريطاني للمطالبة بوقف تصدير السلاح ل"إسرائيل" 7200 جريح "إسرائيلي" احتاجوا للتأهيل منذ بداية الحرب إعلام غزة: 520 شهيدا في اقتحام الاحتلال لمخيم النصيرات رئيس الإمارات يوجه بدراسة سريعة للبنية التحتية بالدولة ودعم متضرري الأمطار مفوض "أونروا": الهجوم ضد الوكالة هدفه تجريد اللاجئين الفلسطينيين من صفة اللجوء وزير الخارجية: "إسرائيل" تقود حملة ضد "أونروا" قبل 7 أكتوبر الماضي فرسان التغيير في الاغوار الجنوبيه تطلق الحملة الوطنية للتبرع بالدم لأجل فلسطين "دمنا دمكم" البرلمان العربي: القضية الفلسطينية تتعرض لمحاولات تصفية ممنهجة ومتعمدة غارات إحتلالية على البقاع اللبناني إغلاق ميناء نويبع البحري بسبب سوء الأحوال الجوية بيربوك تدعو إلى وقف التصعيد في الشرق الأوسط أحمد أبو السعود أول لاعب جمباز أردني يتأهل إلى الأولمبياد الشرفات : على الدولة ان تأخذ بأدواتها القضائية حيال الممارسات التي تعمل على تجيّش الشارع - فيديو مشروع قانون في مجلس النواب الأميركي يقترح تقديم 26.38 مليار دولار ل"إسرائيل"

القسم : بوابة الحقيقة
رويدا رويدا!
نشر بتاريخ : 7/27/2020 2:52:57 PM
الدكتور يعقوب ناصر الدين

كانت الإذاعة تنقل لنا صورة صوتية مباشرة من مطار عمان، في ذلك الحين، عن وصول أحد الزعماء في زيارة رسمية لبلدنا، وكان المذيع يروي لنا ما يشاهده بعينيه لحظة بلحظة، خلال تحليق طائرة الضيف في أجواء المطار، إلى أن تحط على مدرج المطار، قائلا “وها هي طائرة الضيف تتوجه رويدا رويدا نحو المكان المخصص لمراسم الاستقبال” ثم يكمل بقية التفاصيل قبل وبعد عزف السلام الوطني لدولة الضيف، والسلام الملكي، واستعراض حرس الشرف إلى أن يغادر الجميع أرض المطار.

 

تذكرت تلك الأيام التي كان فيها الزمان غير هذا الزمان، الذي أصبح فيه التواصل بين قادة الدول يتم عبر تقنيات الاتصال على شبكة الانترنت، وقد تغيرت أحوال العالم كله بعد جائحة كورونا، التي أغلقت بسببها الحدود والموانئ والمطارات، وأصبح السفر عملية بالغة التعقيد والتكاليف، حتى أن الدراسات كلها تجمع على أن قطاع النقل والسياحة والسفر هو الأكثر تضررا من تفشي الوباء، وقد تضرر معه كل شيء يرتبط به من استيراد وتصدير وخدمات وتشغيل للقوى البشرية الهائلة التي فقدت وظائفها بنسب عالية!

 

في سياق موضوعي وضعت الحكومة مع الجهات ذات العلاقة خطة لإعادة فتح مطار الملكة علياء الدولي ضمن حسابات وإجراءات تتعلق اساسا بحركة الطائرات قدوما ومغادرة، تبعا لمستوى تفشي الوباء من بلد لآخر، وبناء على الحقائق التي أظهرت أن الأردن تمكن من السيطرة عليه محليا، وأن معظم الحالات التي يتم تسجيلها هي لأشخاص قادمين من دول الجوار، ومعظمهم من سائقي الشاحنات، بالإضافة إلى القادمين جوا من عدة بلدان، ويقضون أسبوعين في المناطق المقررة للحجز.

 

قرار فتح المطار مع هذا القدر من التحسب والحذر أثار ردود أفعال مختلفة ومتناقضة، ما بين متفهم للدوافع والتوقيت، وبين منتقد لما يراه نوعا من المبالغة التي تجعل منه قرارا عديم الفائدة، وفي اعتقادي أن الحد الفاصل بين وجهات النظر يكمن في الإقرار بأن عالم ما قبل كورونا، غير عالم اليوم الذي سيظل يتعايش مع هذا الوباء، ربما لسنوات طويلة، ما بين السيطرة على انتشاره، وايجاد المطاعيم واللقاحات التي تحصن المجتمعات، بما في ذلك الولادات الجديدة!

 

أزمة كورونا مستمرة، وكل ما حصل هو نوع من الاعتياد على المجهول، وضبط المخاوف نتيجة الوعي المتزايد مع الوقت، حول وسائل وإجراءات السلامة الشخصية والعامة، ولا يعني النجاح الذي حققناه في السيطرة على انتشاره في بلدنا أنه بمقدورنا الاقلاع نحو كل البقاع، ولا هبوط الآخرين على مدارج مطاراتنا من دون اتخاذ الإجراءات التي تجعل طائراتنا العائدة، وطائراتهم القادمة تهبط بسلام وتسير على مدارج الأردن، رويدا … رويدا!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023