"مرض قاتل" ينتشر في ولاية أمريكية ويهدد حياة البشر بعد وصول مغامر بريطاني لأقصى نقطة في إفريقيا ركضا.. خبراء يوضحون ما يفعله الجري بالجسم "الديناصور" الهندي.. هل يسرح في الطبيعة حقا أم في مخيلة البشر؟ هل تغلب ريال مدريد على مان سيتي بالحظ؟.. غوارديولا ينهي الجدل أراوخو يرد على انتقادات غوندوغان لأدائه في لقاء سان جيرمان 4 من دولة واحدة.. 5 نجوم عرب في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا رئيس الأركان الجزائري: بلادنا في أشد الحرص على قرارها السيادي تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه "خطير جدا" الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ولا تقوم بأنشطة مراقبة ولا تدعم أي طرف اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ماكرون يرفض الاتهامات بازدواجية المعايير بسبب زيادة مشتريات فرنسا من الغاز الروسي بينهم محكوم عليهم بالإعدام.. رئيس زيمبابوي يعفو عن آلاف السجناء بمناسبة عيد الاستقلال بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصول الروسية المجمدة في دعم أوكرانيا القوات الجوية الروسية تدمر 5 قواعد للمسلحين في محافظة حمص السورية الصفدي يبحث مع رئيسة اللجنة الدولية للصليب وجهود إيصال المساعدات لغزة

القسم : بوابة الحقيقة
الليل والنهار وحكمة الخالق
نشر بتاريخ : 7/7/2018 11:44:48 AM
الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات


بقلم: الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات

يقول عزّ من قال في كتابة المجيد: "وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا"، فربنا العالم بتكوين عباده وإحتياجاتهم، جعل لهم النهار للسعي وطلب الرزق الحلال، فهم يكدون ويتعبون فيه لتأمين لقمة العيش لهم ولفلذات أكبادهم، ولكون هذا الجسد يتعب ويشقى نهارا فلابد من تجديد نشاطه بالسماح له بالإسترخاء والنوم ليلا. 

فالليل جعله الله سكنا ولباسا لعبادة وقد تجلت حكمة الخالق بجعل النهار مرتبطا بظهور الشمس القوية والليل بإختفائها وظهور القمر والنجوم، فالنهار يرمز الى القوة والنشاط المنبثقة من قوة أشعة الشمس والتي تغذي أجسامنا بالطاقة والقوة، والليل يرمز الى الهدوء والسكون و الطمأنينة فقد وصفه المولى عزوجل باللباس الساتر لنا فهو يلفنا بظلمته كما يلف اللباس صاحبه.

وقد تجلت حكمة الله عزوجل وتحديه لخلقه بقوله: " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاءٍ ۖ أَفَلَا تَسْمَعُونَ" 

والسرمد هو كل ما كان متصلا لا ينقطع بغض النظر عن نوعه سواء كان رخاءً أو نعمةً أو إبتلاءً، فلو تصورنا ان الله خلق الحياة كلها من نوع واحد سواء كانت ليلا أو نهارا لكانت الحياة مستحيلة ومن ثم اكتمل تحدي الخالق لعباده بقوله: " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ". 

وهوسبحانه الذي يأتي بالليل بعد النهار، وبالنهار بعد الليل، ويزيد في أحدهما ما ينقصه في الآخر وبالعكس، ويرتب على ذلك قيام الفصول الأربعه. وهو سبحانه القادر على هذا التقلب وقبض الأرواح عند منامها وإعادة بعضها والإحتفاظ بالأخرى التي كتب عليها الموت، لقادر أيضا على إعادة الحياة والبعث بعد الممات، فيا له من معاد ونشأة دال على قدرة الله سبحانه على المعاد الأكبر.

يعتبر التعاقب أي توالي الليل بعد النهار من عظيم صنع الله تعالى في الأرض، ويحدث الليل والنهار بسبب دوران الأرض حول نفسها أثناء دورانها حول الشمس، ونظراً لكروية "بيضاوية" الأرض فإنّ أوجهها لا تتعرض معاً في الوقت ذاته للشمس، لهذا يتشكل النهار في الجزء الذي يتعرض لأشعة الشمس، أما الجزء الآخر من الأرض يتشكل به الليل لأنّه محجوب عنها، و دوران الأرض حول نفسها يستغرق أربع وعشرين ساعة.

 تتجلى قدرة الله عز وجل في أنّه جعل الأرض تدور حول نفسها حتى تصلح الأرض للحياة عليها، فلو كانت الأرض ثابتة لانقسمت إلى نصف معتم بارد متجمد على مدار السنة، ونصف آخر مشرق حار على مدار العام، مما يؤدي الى تلف الخلايا بسبب تعرضها المستمر للشمس أو البرد. 

من قدرته عزّ وجلّ أنّ الأرض عندما تدور حول محورها فإنّ دورانها يكون منحرفاً وعامودياً، وهذا ما يفسر فرق ساعات الليل والنهار في مناطق مختلفة من الأرض، كما يكون النهار قصيراً والليل طويلاً خلال فصل الشتاء، أما في فصل الصيف فينعكس ذلك إذ يصبح الليل قصيراً والنهار طويلاً.

فلو تصورت الحياة سرمدا من نوع واحد سواء أكانت ليلا أو نهار، لأصبح العيش فيها وعليها أمرا  مستحيلا، فجاء التنوع بكل ما يجمل في طياته من أسرار خلق الله، فالنهار يأتي للعمل والاجتهاد ومن ثم يأتي الليل للسكن والراحة وكل ما يرتبط به من جمال شرعه الله لنا.

سبحان من خلق فأبدع وصنع فأحكم وقدر فعدل.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023