ولي العهد يحذر من خطورة الإجراءات "الإسرائيلية" الأحادية في تقويض السلام الوحدات يخسر من المحرق البحريني برباعية نظيفة في دوري أبطال آسيا 2 إربد .. هل يحسم القضاء اشكالية مشروع "حسبة الجورة" ؟ ترحيب عربي ودولي واسع بخارطة الطريق الأردنية السورية الأميركية بشأن السويداء ايمن هزاع المجالي: زيارة الأمير تميم تعكس عمق العلاقات الأردنية القطرية - فيديو الزعبي: المال السياسي شوّه الحياة النيابية وشراء الأصوات أضعف ثقة الأردنيين بالبرلمان - فيديو مجزرة جديدة.. عشرات الشهداء باستهداف الاحتلال مدينة غزة مبابي يكشف سر فوز ريال مدريد على مارسيليا إيزاك ينضم لقائمة ليفربول أمام أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا الفيدرالي الأمريكي يخفض الفائدة لأول مرة في 2025 علي السنيد يكتب : مستشارية العشائر والدور المنشود الاردن يدين قيام جمهورية فيجي بفتح سفارة لها في القدس المحتلة فريق طبي أردني ينقذ شاباً فلسطينيا تعرض لإصابة قاتلة من مستوطنين ورشة توعوية حول الآثار السلبية للإدمان والمخدرات في جرش مديرية شباب البترا تعقد لقاءً مع أصحاب المبادرات والمشاريع الصغيرة
القسم : بوابة الحقيقة
النفاق ووسائل التواصل الإجتماعي
نشر بتاريخ : 5/26/2018 4:42:01 PM
الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات

بقلم: الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات

جاء الخطاب الرباني للمنافقين في بداية سورة المنافقين شديدا وبليغا وفصيحا حاله كحال سائر آيات الله عزوجل، فقد وصف ربنا حال المنافقين في شهادتهم لرسول الله بنبوته ظاهرا وإخفاء كفرهم باطنا وأتبعه تأكيدا لتلك النبوة بأن الله عزوجل يعلم بأن سيدنا محمد رسوله وختمها بشهادته أن المنافقين لكاذبون. 

صفات المنافقين التي ذكرت في تلك السورة خطيرة جدا، فهم أناس ألسنتهم فصيحة وكلامهم موزون وأجسادهم وهيئاتهم ومنظرهم العام يعجب جميع من يراه لما فيه من النضاره والرونق وكلامهم يسمع له، فتعتقد أنه الكلام الصادق والصحيح لإكتمال الصورة أمام المشاهد. فتتكلم عن جسم ومنظر يعجب النظار ولسان فصيح وهذه المواصفات اذا ما توافرت في شخص جعلته مسموعا ومؤثرا لدى الآخرين وكلامه مصدقا فكيف اذا كان هذا الإنسان منافقا، فإن خطورته على المجتمع كبيرة جدا يستطيع أن يغير النص ويفتي بما لم يأمر به الله ويفرق الجماعة.

إن خطورة المنافقين على المجتمع تفوق خطورة الأعداء، ذلك لأنهم يعيشون داخل المجتمع ويتلونون بلونه ويتكلمون بلسانه، أما العدو فهو ظاهرو بعيد وواضح للجميع وهو يستغل هؤلاء المنافقين لزعزعة الأمن والسلم المجتمعي من خلال ما يبثون من سموم في المجتمع. فتراهم تارة يلعبون بالدين وتارة أخرى يستغلون التركيبة المجتمعية ألواسعة ليبثوا الفرقه بين مكونات المجتمع الواحد من خلال لعبهم وإستغلالهم لملف الطائفية والمناطقية والعشائرية.

إن الأخطر من ذلك كله هو وصول هؤلاء المنافقين الى وسائل التواصل الإجتماعي وإستغلالها لتحقيق أهدافهم، فهذه الوسائل فعاله جدا ومتابعة من قبل الجميع وتأثيرها سحري وسريع على الناس.

الملاحظ أيضا أن النفاق برمته قد وصل الى جميع وسائل التواصل الإجتماعي، فترى فيها الناس يتلونون بألوان غير ألوانهم الطبيعية، وكما هو الحال في المجتمع تجدهم أكثر نفاقا وتعظيما للمسؤولين تقربا منهم أو إتقاء لشرهم.

إن المتتبع لواقع النفاق في وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة، يتمنى أن تكون حياتنا الحقيقية والواقعية مرآة لهذا الواقع الإفتراضي، فترى الجميع يكتب ويمدح ويمجد وإذا حصلت المشاهدة والمقابلة  بشكل مباشر في الحياة الطبيعية ، تراهم يتصرفون وكأنهم لا يعرفون بعضهم البعض.

إن وسائل التواصل الإجتماعي وجدت ليتقارب الناس من بعضهم ووسيلة لمتابعة أخبار الغير والإطلاع على أخبار العالم والإبقاء متصلا في أي زمان ومكان حيث أصبح عالمنا الكبير قرية إلكترونية صغيرة.

حمانا الله وإياكم من النفاق والمنافقين وسخر لهذه الأمه من أبنائها من يحرصون على أمنها وسلامتها وإستقرارها.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025