دخل عدوان قوات الاحتلال على مدينة طولكرم ومخيمها يومه التاسع، حيث تواصل القوات مداهمة المنازل وتخريبها، وطرد سكانها، وتدمير البنية التحتية، بالإضافة إلى الاعتقالات واسعة النطاق للشبان.

وواصل الاحتلال دفع المزيد من التعزيزات العسكرية إلى المدينة والمخيم طوال الليلة الماضية، مع نشر جنود المشاة في مختلف الأحياء والأزقة. كما تواصل قوات الاحتلال الاستيلاء على المباني التجارية والسكنية في وسط المدينة والمخيم، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية وأماكن للقناصة.

واستمرت قوات الاحتلال في مداهمة منازل المواطنين وتخريب محتوياتها، وطرد أصحابها منها تحت تهديد السلاح، حتى أصبحت مناطق واسعة في وسط المخيم خالية من السكان، بما في ذلك حارات الشهداء السوالمة، الغانم، النادي، العكاشة، المطار، الحدايدة، الربايعة، أبو الفول، والخدمات.

وفي الوقت ذاته، تواصلت عمليات إخلاء السكان من منازلهم في المخيم، حيث تمكنت طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من إخلاء سيدتين مسنّتين من حارة المطار تعانيان من أمراض مزمنة وصعوبة في المشي.

وتتواصل مناشدات من المواطنين المتبقين في المخيم، خاصة كبار السن والمرضى والأطفال، لإنقاذهم وتوفير متطلباتهم الأساسية في ظل الوضع الإنساني الصعب الناتج عن العدوان، الذي خلف حصارًا مشددًا وانقطاعًا للكهرباء والمياه والاتصالات، بعد تدمير البنية التحتية من قبل جرافات الاحتلال.

من جانبه، أفاد محافظ طولكرم عبد الله كميل بأن قوات الاحتلال أجبرت أكثر من 75% من سكان مخيم طولكرم على النزوح قسريًا، فيما تم تهجير نحو 9 آلاف مواطن من المخيم بسبب العدوان المستمر.

وكانت الطفلة (13 عامًا) قد أصيبت، أمس الاثنين، بشظايا رصاص في الصدر، بعد إطلاق النار عليها من قِبل قناصة الاحتلال، وتم نقلها للمستشفى.

فيما اعتقلت قوات الاحتلال عددًا من الشبان بعد مداهمتها للمنازل في ضواحي المدينة، ومنهم زين سالم، وإيهاب حدايدة، وأحمد حسام سارة، بالإضافة إلى اعتقال الشاب محمد تيسير عمران، الذي أصيب في وقت سابق بشظايا في الرأس خلال قصف سابق لطيران الاحتلال.

وفي واقعة أخرى، احتجزت قوات الاحتلال سيدة كانت برفقة مريضة في مركبة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر، وأخضعتها للتحقيق الميداني قبل أن تفرج عنها.

وفي وقت لاحق، قامت قوات الاحتلال باحتجاز مسعف متطوع من جمعية الهلال الأحمر داخل مركبة الإسعاف أثناء نقله لحالة مرضية، حيث خضع للتحقيق الميداني لساعات قبل أن يتم الإفراج عنه.

كما جرفت جرافات الاحتلال الثقيلة شارع ياسر عرفات، الذي يصل وسط المدينة بمدخل المخيم الشمالي، ما تسبب في تدمير البنية التحتية وبسطات المواطنين في المنطقة.

الحقيقة الدولية - وكالات