نشر بتاريخ :
03/02/2025
توقيت عمان - القدس
8:09:47 PM
كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة كوليدج
لندن أن بعض مسكنات الألم قد تؤثر على القدرات المعرفية بطرق غير متوقعة، حيث يمكن
أن تعزز بعضها الذاكرة والذكاء، بينما قد يكون للبعض الآخر تأثيرات سلبية على
الذاكرة وسرعة التفكير.
حلل الباحثون في الدراسة بيانات حوالي
نصف مليون رجل وامرأة بمتوسط عمر 73 عامًا في المملكة المتحدة، بهدف دراسة
التأثيرات المعرفية للأدوية المستخدمة لعلاج الألم، بالإضافة إلى الأدوية التي
تُستخدم في علاج الالتهابات وهشاشة العظام وأمراض القلب والربو والحساسية وارتفاع
ضغط الدم. ووفقًا للنتائج التي توصلوا إليها، فقد كانت بعض الأدوية التي استخدمها
المشاركون في الدراسة لها تأثير إيجابي على الإدراك العقلي، حيث أظهر الأشخاص
الذين تناولوا هذه الأدوية تفوقًا في اختبارات الذاكرة وردود الفعل مقارنة بمن لم
يتناولوا هذه الأدوية.
من بين هذه الأدوية التي كان لها تأثير
إيجابي على القدرات المعرفية: الأسبرين والكودايين وديكلوفيناك (فولتارين)،
بالإضافة إلى أحماض أوميغا 3 الدهنية والغلوكوزامين والأتورفاستاتين والأوميبرازول
واللانسوبرازول والمكملات الغذائية المتعددة الفيتامينات. كما أظهر الباحثون أن
الأيبوبروفين، وهو مسكن شائع يستخدم لعلاج الصداع وآلام الأسنان والظهر وأعراض
البرد، قد يساهم في تحسين سرعة رد الفعل والقدرات الذهنية، ما يجعله مفيدًا للدماغ
بنفس القدر الذي يفيد به في خفض ضغط الدم المرتفع.
وفي المقابل، وجد الباحثون أن بعض
الأدوية كان لها تأثيرات سلبية على القدرات المعرفية. حيث وجدوا أن الباراسيتامول
والفلوكسيتين، وهو مضاد اكتئاب يُصرف بوصفة طبية، كان لهما أكبر التأثيرات السلبية
على الذاكرة وحل المشكلات. كما ارتبط عقار أميتريبتيلين، المستخدم لعلاج الصداع
النصفي، بانخفاض ملحوظ في القدرات الإدراكية، ما يشير إلى أن بعض الأدوية قد تؤثر
بشكل سلبي على العقل على المدى الطويل.
أوضح الباحثون أن دراستهم تشير فقط إلى
وجود علاقة بين استخدام هذه الأدوية والتأثيرات المعرفية، لكنها لا تثبت بشكل
مباشر أن هذه الأدوية هي السبب في التأثيرات المذكورة. ومع ذلك، شددوا على ضرورة
إدراج التقييمات المعرفية في التجارب السريرية المستقبلية لجميع الأدوية الجديدة،
لضمان اختيار العلاجات الأكثر أمانًا وفعالية للمرضى.
في هذا السياق، قال البروفيسور مارتن
روسور، عالم الأعصاب والمعد الرئيسي للدراسة، "قد يكون للآثار الجانبية
المعرفية للأدوية الشائعة تأثير كبير، لذا يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في التجارب
السريرية لضمان سلامة المرضى على المدى الطويل". وأضاف أن الدراسات حول تأثير
الأدوية على القدرات الإدراكية لا تزال محدودة، خاصة أن معظم مستخدمي هذه الأدوية
هم من كبار السن الذين غالبًا ما يتناولون عدة أدوية في الوقت نفسه، ما يجعل من
الصعب تحديد التأثير الدقيق لكل عقار على حدة. كما قد تُعزى أي تدهورات معرفية إلى
الشيخوخة بدلاً من تأثير الأدوية نفسها.
الحقيقة الدولية – وكالات