الحقيقة الدولية - بقلم: عدنان البدارين*

تمثل حادثة التسلل إلى كيان الاحتلال التي وقعت ظهر الجمعة انتهاكًا صارخًا للقوانين الأردنية، وتقويضا لدور الاردن الانساني في ارسال المعونات الى الاشقاء في غزة ويدفع الكيان الصهيوني الى فرض اجراءات تحول دون دخول تلك المساعدات التي تعتبر الشريان الذي يمد قطاع غزة بالحياة.

كما تشكل مثل هذا العمليات تحديًا مباشرًا لهيبة الدولة التي تبذل جهودًا كبيرة للحفاظ على استقرار الأردن، البلد المرابط وسط إقليم مضطرب يشهد توترات وصراعات متزايدة.

وقوع مثل هذه الحوادث في هذا التوقيت الحساس يشكل تهديدًا مضاعفًا للأمن الداخلي ويزيد من تعقيد الأوضاع التي لا تسير نحو الأفضل. الدولة الأردنية تواجه تحديات كبيرة في ظل إقليم ملتهب بالنزاعات، وتعمل بلا كلل لضمان استقرار المجتمع وحمايته من الانزلاق إلى دوامات الفوضى. هذه الجهود تتطلب من المواطنين جميعًا التعاون والتماسك في مواجهة الأزمات، والابتعاد عن أي تصرفات قد تزيد من تفاقم الوضع أو تضعف من قدرة الدولة على أداء واجباتها في حفظ الأمن والنظام.

في هذا السياق، التصريحات والبيانات الاستعراضية التي تصدر من البعض لا تخدم أحدًا.

الجميع، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، يدعم فلسطين ويقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع وحقه في دولة مستقلة على ترابه الوطني. الأردن، بتاريخه الطويل ومواقفه الثابتة، قدم ولا يزال يقدم كل أشكال الدعم الممكنة للقضية الفلسطينية، سواء على مستوى الدفاع الدبلوماسي عن حقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية أو من خلال الدعم الميداني والسياسي الذي يقدمه للأشقاء.

ومع ذلك، فإن دعم القضية الفلسطينية لا يعني بأي حال من الأحوال السماح بتحدي الدولة الأردنية أو زعزعة أمنها. الدولة الأردنية هي الداعم الأقوى والأكثر ثباتًا لفلسطين، لكن هناك فرق كبير بين الدفاع عن قضية عادلة وبين الانخراط في تصرفات فوضوية شعبوية تتعارض مع مصلحة الأردن وسيادته. المساس بهيبة الدولة والقوانين الأردنية أمر يستوجب المساءلة والعقاب، لأن أي تهاون في هذا الجانب قد يؤدي إلى نتائج كارثية على مستوى الأمن والاستقرار الوطني.

الأردن، كدولة محورية في المنطقة، يتحمل مسؤوليات كبيرة ليس فقط تجاه شعبه ولكن تجاه القضايا الإقليمية الكبرى. ومع ازدياد التحديات المحيطة، فإن من الضروري أن يعي الجميع أهمية الحفاظ على النظام والقانون، والوقوف صفًا واحدًا خلف الدولة في مواجهة أي تهديدات قد تؤثر على استقراره.

في الختام، لا شك أن دعم فلسطين وشعبها هو مبدأ ثابت لا يقبل المزايدة، ولكن يجب أن يدرك الجميع أن حماية الأردن والحفاظ على استقراره هو في مصلحة فلسطين والمنطقة بأسرها.

* رئيس هيئة التحرير لمجموعة "الحقيقة الدولية" الاعلامية